“قصة قصيرة”
“سواغاند والجدران”
غفران المشهداني / العراق
تدور حولك الأشياء ، تمضي وتجيء، تكتم أنفاسك او كأنك تحاول كتم أنفاسك ، رعب يحاوط المكان ، انين طفل صغير ، النافذة تصرخ صرخات مكبوتة ، الذباب يحوم فوق فتات الكعكة المتناثرة على طاولة الطعام ، الجدران رسم عليها وجوه المغادرين ، اتقرب منها وأمسح عيني بأكمام القميص ، محاولًا فهم احد الرسمات ، ابتعد بعض الخطوات الى الخلف كي اراها بأكملها ، اردد مع نفسي ، لا انها ليست وجوه ، اظنها شيئاً مبهم ، خطوط افقية وعامودية ، طلاسم مشفرة، بدأت اتعرف عليها فم مفتوح يبدو سرقت الكلمات من بين شفتيه، الباب تتحرك يبدو أنّ رياح الخريف هبت، عقارب الساعة تدور وهي تقضم الوقت بانيابها معجلة المضي، اسراب نمل خرجت من تحت اصيص الازهار المركون في الزاوية ، انهض واتلفت حولي وابحث عن شي، انفض الغبار المتوسد عليّ ، انظر الى جسدي في المرآة متيقنًا ان كل شيء بقيَ على هيأته، لكن اتفاجئ ان خصلات شعري تغيرت كأنت بيضاء،اتحسس جسدي ثم اتلمس ملامحي بيدي ، انا مذهول لما يحدث، اختفت تجاعيد وجهي وتجاعيد يديَّ ، عُدت الى شبابي ، اين الرجل المسن الذي كنت عليه، يرن الهاتف اذهب وارفع سماعته ، واجيب
أمراة نعم امراة تعرف اسمي تقول كيف كانت رحلتك هل رأيت إلين هناك ، لا تخاف يا مايلو هذهِ احد اختبارات الرئيس لك ، قاموا بأرسالك الى مدينة سواغاند، انتَ الان كل ما حولك متخفي خلف كائن اخر، النمل الذي يمر من جانبك هم جيش تابع لأحد القادة في مدينة سواغاند والرسمات هذه أرواح يا عزيزي اختنقت بكلمات لم تستطيع البوح بها وبقيت معلقة هكذا ،إما تلك فتات الكعكة يا مايلو هذهِ احلام نعم أحلام احدهم تسربت من ثقب الرصاصة التي اخترقت احلامه ورأسه، اغلقت الهاتف وسرت نحو الباب وهربت مغادراً المكان .
Discussion about this post