في عامي الأربعين …
بقلم د. ندين حيدر
غالباً أحثّ الآخرين على تدوين شيء جميل ومميّز في كلّ يوم
أطلب منهم الاحتفاظ بالأوراق في صندوقٍ مغلقٍ
ماذا لو فتحوا هذا الصندوق مرّة كلّ عام
هل تخيّلتم حجم الايجابيّة؟
هل توقّعتم قوّة الطّاقة؟
هل تصوّرتم كميّة الفرح والسعادة؟
يا لها من متعة وفخر
ولكن اليوم وأنا أستقبل عامي الأربعين
قررت أن أبدأ بالعكس
قد مررت بالكثير من التجارب
خضت الكثير من الحروب
جرّبت الخيبات
تألّمت
تذوّقت طعم الخذلان وابتعدت
طُعنت بسهام الغدر
تمرمرت بطعم الخيانة
اليوم وأنا في منتصف العمر
لن أحثّ أحد على استذكار الإيجابيات فقط
أحثّكم على كتابة كل تجربة صعبة مرّت في يومكم
كلّ دمعة ذرفتموها
كلّ دمعة حبستموها
اكتبوا عن الخيبات
عن الآمال غير المحقّقة
وثّقوا لحظات الندم والقهر واستذكروها
اجمعوا لحظات الخيبة في صندوق
استذكروها كلّ عام
اشعروا بالفخر… كلّ الفخر
فأنتم من تخطّى كلّ هذا
أنتم من نهض من آلامه واستجمع قواه
تلك القوّة لمواجهة الصعب والأصعب والمستحيل والممكن
أنتم الأبطال قد تخطّيتم مجموع آلام الكون
تخطّيتم المرض والخيانة والغدر لتنهضوا من جديد
احتفلوا بانتصاراتكم
هنّئوا أنفسكم على الصبر
على التحدّي والعزيمة والصبر
انشروا قصصكم المبكية لتمون حافزاً وعبرةً
فمن استطاع أن يتخطّى كلّ ذلك لن يقوى عليه شيء
Discussion about this post