إِذَا رُفِعَتْ عَنْ الصُبْحِ السُتُورُ
وَغَازَلَنِي بِخَيْطِ الشَمْسِ نُورُ
وَيََبْعَثُ لِي رَحَيقُ الزَهْرِ عِطْرَاً
فَأُبْسِطُ لِلْوِثُوبِ كَمَا الصُقُورُ
أُحلِّقُ فِي السَّماءِ وَلَسْتُ أَخْشَى
فَعَيْنُ الصَقْرِ يَرْهَبُهَا الكَثِيرُ
فَمَا فِي الدَهْرِ أَحْسَبُه مُحَالَاً
وَلَا للْخَوفِ فِي جَسَدِي جُسُورُ
فَفِي صَمْتِي يَهَيِبُ اللَّيلُ ذُعُرَاً
وَفِي كَلِمِي يَشَيِبُ لَه البُكُورُ
بِأَمْر الحُب صَارَ القَلْبُ لِيِنَاً
كَدَاوُودَ الحَديِدُ لَه يَخُورُ
وُفِي جُبِّ الحَبِيبِ هَوَى فُؤَادِي
فَصَاحَبَ كُلَّ أَيَّامِي السُرورُ
مَلَامِحَه تُلَاحِقُنِي كَظِلِّي
كَأَنِّي مِنْ مَحَاسِنِه أَسَيرُ
إِذَا مَا بِاسْمِي يَدْعُوني حَبِيبِي
يَذُوبُ القَلبُ مُنْتَشِياً يَطِيرُ
وَيَطْوِيِني جَناحَاهُ بِدِفءٍ
فَفِي أَحْضَانِه وَطَنٌ كبيرُ
بِغَيْرِ هَواكَ لَنْ أَرْضَى بِحَالي
فَدُونَكَ كُلُّ مَا حَوْلِي مَرِيِرُ
وَأَغْتَرِبُ الحَيَاةَ كَمَا شَرِيدٌ
وَأَشْعُرُ أَنَّنِي جُرْمٌ صَغِيرُ
وَنَارٌ تُوقِدُ القَلْبَ إِِشْتِياقَاً
فَإِنْ هَجَرَ الحَبِيِبُ ذَكَى سَعِيرُ
وَتَسْقُطُ كُلُّ أَوْرَاقِي ذُبُولَاً
وَقَدْ جَفَّتْ عَلَى جُرْحِي الجُذُورُ
وحار النَاسُ كُلُّ فِي شِفَائِي
فَلَيْسَ طَبِيبَه إلَّا الأَثِيرُ
تَرُّدُ الرُوُحُ فِي جَسَدِي وَيَزْدَانُ
أَوّلَ مَا يُرَاضِيِنِي الأَمِيرُ
أَغِيِرُ عَلَيْه حُبَّاً وافْتِنَانَاً
كَأَنَّ بِدَاخِلِي نَارَاً تَثُورُ
فَيَعْذِرُ غِيرَتِي عِلْمَاً بِحُبِّي
وَمَنْ أَوْدَى الغَرَامُ بِه يَغِيرُ
يَقَولُونَ الهَوَىَ نارٌ تَلَظَّى
فَتُصْرَعُ مِنْ سُرَادِقِهَا الصُدُورُ
وَحُبُكَ كَانَ لِي بَرْدَاً سلاماً
وَجَنَّاتٍ بَطَائِنُهَا حَرِيِر
كلمات الشاعرة
وردة عبد القادر
Discussion about this post