عليَّ وحيداً بين ناوٍ وراحلِ
تأخرتَ يا موتاً كثيرَ المشاغلِ
وعدتُ رفاقي أن نموتَ جماعةً
وقد سبقوني، لا تكن غيرَ عادلِ
لقد كانَ أحبابي على بُعدِ خطوة
لماذا تخطَّاني جنونُ القنابلِ؟
و ليسَ لمثلي أن يعيش لساعةٍ
وحيداً، فخذني عاجلاً غير آجلِ
فلي مثلهم سبعون موتاً نعيشهُ
خَياراً وحيداً ما لهُ من بدائلِ
فقط وحدهُ سيلُ الرصاصِ بأرضنا
أشدُّ انهماراً من دموعِ الأراملِ
على نشرةِ الأخبارِ تلمحُ إصبعاً
تشيرُ لقَتلى لا تشيرُ لقاتلِ
وفينا من الأهوالِ ما لاتطيقهُ
جهالةُ مجنون ولا عقلُ عاقلِ
فكيفَ نُغنِّي في بلادٍ تَحوَّلت
لسجنٍ حرامٌ فيهِ صوتُ البلابلِ
ولكننا بالرغم من ذاكَ لم نكن
سنابلَ تحني رأسها للمناجلِ
وأسماءُ قتلانا معالمُ في المدى
تضيءُ فلا نحتاجُ ضوءَ المشاعلِ
فنعلو و نعلو حين يسقطُ غيرنا
فرادى وجمعاً من ثقوبِ المناخلِ
فيا موتُ شكراً لاهتمامك عندما
تُرافِقُنا في كلِّ بَرٍّ وساحلِ
ومِن ثمَّ شكراً يا أبانا وأمَّنا
ويا خِلَّنا يا خِلَّ كلِّ الخلائلِ
ومليون شكراً ياخِتامَ جِراحِنا
ويا خيرَ حلٍّ لاختصارِ المراحلِ
بقلم صفية الدغيم
Discussion about this post