بسم الله الرّحمن الرّحيم
بقلم الشاعر … خليل عمرو
فخر وفخر
على نمط معلّقة عمرو بن كلثوم
سَلاَمًـا يَا وُفُـودَ الزَّائِرِينَـا
أَأَعْضَـاءً هُنَا أَمْ مُشْرِفِينَـا
حَمَلْتُمْ عِشْقَ خَيْرِ الأَرْضِ طُرّاً
وَ أَبْهَـا مِنْ بِـلاَدِ العَالَمِينَـا
أَمَسْرَى المُصْطَفَى يَبْقَى أَسِيرًا؟
أَجِيبُوا يَا جُمُـوعَ المُسْلِمِينَـا
وَ أَنْتُـمْ تَمْلَئُـونَ الأَرْضَ عَـدًّا
وَ لَكِـنْ فِـي عِـدَادِ المَيِّتِينَا
وَ مَا نَفْعُ الجُمُوعِ إِذَا تَوَلَّـوْا ؟
مِـنَ الأعْـدَاءِ شَأْنُ المُدْبِرِينَـا
وَمَا نَفْعُ القَوَافِي بِاعْتِـرَافٍ ؟
إِذَا لَمْ تُصْـحِ شَعْبًـا نَائِمِينَـا
أَعَمْرٌو جُدتَّ بِالأَشْعَارِ فَخْرًا
بِمَنْ مَلأَ البَـرَارِي وَ السَّفِينَـا
وَ عَمْرٌو هَا يَجُودُ وَ مَا بِفَخْـرٍ
وَ مَـنْ يَفْخَرْ بِقَوْمٍ وَاهِنِينَا ؟
تَخَلَّوْا عَنْ جِهَادِ اللهِ عَمْـدًا
وَ شَرْعُ اللهِ لَمْ يُبْقُـوهُ دِينَـا
وَ شَاؤُوا أَنْ يُرَادَ الخَصْـمُ رَبًّـا
وَ غَـذَّوْا لِلْمَعَاصِـي مُقْبِلِينَـا
مَلأْنَا البَارَ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَ مَاءُ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ بِكِينَـا
فِلَسْطِينٌ غَدَتْ لِلْخَصْمِ حَقًّـا
شَهَادَةِ شَعْبِنَـا مَـعْ حَاكِمِينَـا
وَ أَمَّـا شَعْبُهَـا فَغَـدَا يُنَادَى
مِنَ الأَعْرَابِ شَعْبُ المُرْهِبِينَـا
فَـلاَ حَـقًّا لَهُـمْ فِيهَـا وَإِلاَّ
أُضِيفُـوا لاِنْفِـلاَتِ الآمِنِينَـا
وَ صِرْنَا نَطْلُبُ التَّطْبِيـعَ جَهْـرًا
وَ لاَ حَـقًّا لِعَـوْدِ اللاَّجِئِينـا
إِذَا شَبَّ لَنَا طِفْـلٌ صَبِيًّـا
يُنَادِي لاَعِنًـا مِنَّـا وَ فِينَـا
تَسَابَقْنَا السُّقُوطَ كَـذَا التَّرَدِّي
لِنُضْـحِيَ رَاقِصِينَ وَ مُطْرِبِينَـا
وَ مَـعْ هَـذَا أَعَمْـرٌو إِنَّ فِينَـا
رِجَالاً مُخْلَصِيـنَ مُجَاهِدِينَـا
إِلَى اللهِ شَرَوْا لِلرُّوحِ طَوْعًا
أَذَاقُوُا المَوْتَ خَصْمَهُمُ يَقِينَـا
وَ أَضْحَى الخَصْمُ يَخْشَاهُمْ وَ يَجْرِي
يَمِينًـا أَوْ يَسَـارًا هَارِبِينَـا
صَوَارِيـخٌ تَطِيرُ تَـدُبُّ رُعْبًـا
وَ تَسْقِـي المَوْتَ لِلْمُسْتَوْطِنِيـنَا
فَمَا ذَاقُوا لِطَعْمِ النَّـوْمِ لَيْلاً
وَ مَـا كَانُـوُا نَهَـارًا ذَائِقِينَـا
فَطَارَتْ طَائِرَاتٌ كَيْ يَنَامُـوا
فَمَا نَفَعُـوُا الجَبَانَ كَطَائِرِيـنَا
فَكَيْفَ الحَالُ وَالقَسَّامُ صَـاحٍ
وَ زَادَ الرُّعْبُ أَضْحَوْا مُقْعَدِينَـا
فَقَالُوُا مَالَنَا وَ جِهَـادِ قَـوْمٍ ؟
وَ لَيْسَ بِرَاجِـعٍ أَوْ مُسْتَكِينَـا
فَوَلَّـوْا مُدْبِرِينَ إِلَى انْسِحَـابٍ
وَ ظَنُّوُا أَنَّهُـمْ أَضْحَـوْا أَمِينَـا
وَ لَمْ يَدْرُوُا بِأَنَّ العَـزْمَ وَصْـلٌ
إِلَى التَّحْرِيــرِ بِتنَا مُوقِنِينَـا
بِرَبِّ الكَـوْنِ وَ التَّمْكِينُ آتٍ
بِوَعْـدِ جَلاَلِـهِ لِلْمُؤمِنِينَـا
وَمَـا عَلِمُـوُا بَأَنَّ جِنِيـنَ لَبَّتْ
نِـدَاءً مِـنْ رُمَـاةٍ قَاصِفِينَـا
بِغَزَّةِ هَاشِمٍ صَالُوُا وَ جَالُـوُا
أَذَاقُوُا الوَيْلَ خّصمَهُمُ اللَّعِينَـا
وَ نَابُلْسُ الصًمُـودِ إِلَى الخَلِيلِ
تُجَهِّـزُ كَيْ تَـدُكَّ الغَاشِمِينَـا
قُلَيْقِـلُ جَهَّزَتْ مَعْ طُولَكَـرْمٍ
لِمَا يَشْفِي صُـدُورَ الثَّائِرِينَـا
وَرَامَ الله أَعَـدَّتْ مَـا أَعَـدَّتْ
لِقَذْفِ حُصُونِكُمْ مُسْتَعْمِرِينَـا
وَ هَا رَفَحٌ تَقُـولُ لِبَيْتَ لَحْـمٍ
أَذِيقِي جَيْشَهُ الرَيْبَ المَنُونَـا
وَ كَلُّ مُجَاهِـدٍ حُـرٍّ أَبِـيٍّ
سَيَرْمِي نَحْوَكُمْ لَحْنًا حَزِينَـا
فِلَسْطِينٌ بِكُـلِّ الأَرْضِ مَلأَى
بِجُنـْدٍ جَاهِزِيـنَ مُدَرَّبِيــنَا
وُضُوءًا بَادَرُوُا مِنْ قَبْلِ قَصْـفٍ
فَنِعْمَ العَـزْمُ عَـزْمُ الطَّاهِرِينَا
فَرَبِّي قَالَ فِي شَعْـبٍ جَبَـانٍ
وَ لَيْـسَ مُقَاتِـلاً إِلاَّ حَصِينَـا
فَيَبْنِي لِلْجِـدَارِ عَسَـاهُ قَبْـرًا
بِإِذْنِ اللهِ بِتْنَــا الحَاصِرِينَــا
جِدَارِ الذُّلِّ هَـذَا هَل يَقِيـهِ
بِأَمْـرِ اللهِ نُبْقِيــه السَّجِينَــا
فَمَهْلاً كَـيْ يَرَى عَزْفَ المَنَايَـا
إِذا اليَاسِينُ يَغْشَى المُجْرِمِينَـا
فَـإِنَّ جِهَادَنَـا لَجِهَـادُ حَـقٍّ
نُحَرِّرُ أَرْضَنَـا مِـنْ طَامِعِينَـا
فَمِنَ نَهرٍ إِلَى بَحْرٍ وَ مَرسىً
وَ مِنْ أَقْصَى الشَّمَالِ لأَرْضِ سِينَا
وَ أَقْصَانَا حَـرَامٌ أَنْ يَدُوسُـوُا
وَ لَـنْ نَنْسَـاهُ حَتَّى لَـوْ فَنِينَـا
يَصُولُ عَلَى الجَمِيعِ بِكُلِّ صَوْبٍ
بِمَا فِيـهِ العُرُوبَـةِ أَجْمَعِينَـا
وَلَكِـنْ عِنْدَنَـا يَدْرِي جَلِيًّـا
نُمَرِّغُ أَنْفَهُ المَرْفُـوعَ طِينَـا
نُذِلُّ شُمُوخَهُ فِي كُـلِّ يَـوْمٍ
فَيَجْرِي لِلْعُرُوبَـةِ مُنْقِذِينَـا
فَعَمْرٌو آنَ لِي أَحْظَى بِفَخْـرٍ
فَفَخْرِي فخْرُ عِزِّ المُسْلِمِينَـا
فَعُذْرًا عَمْرُو أَنْ حَاكَيْتُ شِعْرًا
فَدَأْبُ النَّاسِ حَكْيُ الأَكْرَمِينَـا
فَعَمْـرٌو شَاكِـــــــــــــرٌ عَمْـرًا قَدِيمًــــــا
وَ لَمْ يَكُـنِ الجَدِيـدُ لَـهُ قَرِينَـا
بقلم الشاعر … خليل عمرو / فلسطين
Discussion about this post