رَجَاءً أَجِّلَنَّ هُنَا القِتَالاَ
لِتَفرَغَ مِن قِرَاءَتِهَا اكتِمَالاَ
أَنَا لاَ قَصدَ لِي أَغزُو الجِبَالَ
وَ فِي عُمرِي أَيُعقَلُ أَن يُقَالاَ
أَشَيبَةُ يَبتَغِي عِشقاً وَحُبّاً
يُلَبِّي نَزوَةً عَابَت خِصَالاَ
وَ مَالِي فِي دُرُوبِ العِشقِ نَهجٌ
وَ لاَ سَلَكَت خُطَايَ لَهُ استِمَالاَ
فَهَل هَذِي مُرَاهَقَةٌ غَشَتنِي
فَصَارَ الحَالُ يَمتَثِلُ امتِثَالاَ
فَقَدتُ تَوَازُنِي مِن غَيرِ قَصدٍ
وَ ذُبتُ تَدَلُّهاً شَبِقاً هُزَالاَ
وَ شَيطَانِي يُزَيِّنُ لِي اجتِرَاءً
لِأَن أَسعَى وَ أَبتَغِيَ الوِصَالاَ
وَ زَادَ وَ شَدَّنِي عِطرٌ زَكِيٌّ
بِوَادٍ فِي جِوَارِ القَلبِ سَالاَ
فَهَذَا الوَادُ غَلَّفَهُ سِتَارٌ
مِن الأَسمَال مَا غَذَّى انفِعَالاَ
وَدَلَّهَ مُهجَتِي شَوقاً إِلَيهِ
وَ شَجَّعَنِي لِأَقحُمَ كَي أَنَالاَ
فَيَا لَلغَورَ كَم أَهفُو إِلَيهِ
سَبَا لُبِّي وَ أَرجُوهُ اِحتِلاَلاَ
أَجُوسُ بِسَاحِهِ وَلَهُ بِوَجدٍ
فَأَحظَى مُترَعاً وَ بِهِ اتِّصَالاَ
فَلاَ سَيرٌ بِأَقدَامٍ إِلَيهِ
فَهَا أَنفِي يَشُدُّ لَهُ الرِّحَالاَ
تُدَغدِغُ رَاحَتَيَّ لَهُ اهتِضَابَا
تُبَدِّلُ بَينَ سَفحَيهِ اِنتِقَالاَ
أَغُوصُ بِنَشوَةٍ لاَ صَحوَ فِيهَا
وَ لاَ فِيهَا حَرَامٌ أَن يَطَالاَ
أُصَارِع أَعتَلِي قِمَماً عَوَالِي
فَيَحلُو الَّلثمُ مَن صَعَدَ التِّلاَلاَ
فَمَا أَشهَى الوُصُولَ لِقِمَّتَيهِ
وَ هَالاتٍ أُوَرِّدُهَا اشتِعَالاَ
تَرَى شَفَتَيَّ قَدَ غَزَتِ انتِظَاماً
إِلَى الإِحجَامِ لَم تَترُك مَجَالاَ
وَ فُوهِي ضَمَّ فَاهُ وَيَا لِفِيهِ
تَوَحَّدَتِ الشِّفَاهُ بِهِ ثَمَالاَ
وَدَنُّ الرِّيقِ مِن فِيهٍ لِفِيهٍ
لَفِيهِ نَشوَةٌ تَربُو الخَيَالاَ
وَصَدرٌ رَاقِدٌ يَصحُو فَيَعلُو
لَعُنوَانُ الرُّقِيِّ سَمَا اعتِدَالاَ
وَعُمنَا لاَ لِبَاسَ وَفِي بُحُورٍ
تَعَرَّينَا وَلَم نَخشَ السُّؤَالاَ
وَغُصنَا نَبتَغِي دُرَراً بِقَعرٍ
مِنَ المَكنُونِ نَرجُوهُ ابتِهَالاَ
فَتُهنَا فِي بُحُورِ العِشقِ نَملاَ
مِدَادَ الحَرفِ نَنشُرُهُ ارتِجَالاَ
فَيَحلُو العِشقُ فِي لَيلِ السَّهَارَى
وَحُبٌّ يَملأُ الدُّنيَا جَمَالَا
يَرَى مِرآةَ مَن يَهوَى بِبَدرٍ
و بَدرٌ يُشبِهُ الأُنثَى دَلاَلاَ
فَصَدرُ الشِّعرِ مَا أَعنِي رِفَاقِي
تَلاَ عَجُزٌ لَيُغرِي كَيفَ مَالاَ
أَسُوءَ الظَّنِّ بِي أَحبَابَ قَلبِي
وَ عَدَّلتُم بَنَادِقَكُم قِتَالاَ
ظَنَنتُم شَيخَكُم قَد شَاءَ وَطراً
وَإِنَّي شِئتُ أُعطِيكُم مِثَالاَ
بِأَنَّ الشِّعرَ بُستَانٌ غَنِيٌّ
تَنَقَّلْ كَيفَ شِئتَ بِهِ ارتِحَالاَ
فَأَنتُم خَيرُ مَن صَاغَ القَوَافِي
وَ حَدسِي كُلُّكُم خَاضَ السِّجَالاَ
شعر خليل عمرو فلسطين
Discussion about this post