بقلم د. بوخالفة كريم _ الجزائر
أعلم معاناتك يا صديقي فى طريق الوعي
فمعاناتك لاتتوقف فقط عند تطوير ذاتك و والارتقاء بنفسك وتطهير جروحك وشفاء أعماقك، ولاكن هناك حرب أخرى وصراع آخر يدور حولك و هو صراع مع محيطك وبيئتك الاجتماعية التي تعيش فيها، فأنا أعلم كم الضيق والإستهزاء الذي تمر به والتنمر الذي تتعرض له لانك مختلف انت تفكر وترى الامور على حقيقتها لذلك انت منبوذ ومرفوض اجتماعيا .، اعلم كم تتمنى في كل لحظة لو أنك ولدت بأرض غير الأرض او ببلد غير بلدك
أو بأهل غير الأهل أو بمجمتع غير المجتمع ولكن يا صديقي، خطأ تفكر وعبثا تحاول
فوجودك في البيئه أو المجتمع الذي تعيش فيه له مغزى وله سر ليطهرك ويطورك فتقبل ما أنت فيه كما هو ولا تحاول تغييره أو رفضه
لتعبر من خلاله وتنطلق ، اعلم ان هناك حكمة تقول لا يمكنك أن تُشفى فى نفس البيئة التى جعلتك مريضًا .. غادر . ولاكن مالا تعلمه انت ان هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر ، لذلك لا تهرب .. تألم حتى تشفى.”وإحترم مستويات الوعي المختلفة فهذا الذي تنفر منه قد كنت مكانه من قبل فارحم ضعفه وتقبله.
ولكن ..أن أتقبلك لايعني بالضرورة أن أقبلك.
فالتقبل يعني أن أسمح بوجودك ولا أحاول التأثير عليك بدون أن تؤثر أنت على مساحتي الشخصية، اما القبول فهو سماح للمرور والعبور إلى مساحتي الشخصية وإيذان لك بالاقتراب لذلك عليك ان تسمح بالتقبل وليس القبول و لاتسمح له بأن يؤثر عليك لاتسمح له بأن يمتص طاقتك فقبولك له لايعني موافقتك على ما يعتقد ولكن قبول بحب لتسمح له بأن لايؤثر عليك.
فإذا كان هناك من يغيظك ، فاعلم انه يحاول ادخالك في منطقته ، لانه سيستفيد من تلك الطاقة التي تمنحها له عند الدخول معه في صراع ، اذا لم تستطع إخماد هذه المضايقات فلا تستجب للاستفزازات وتجاهلها؛ فهو لن يدعك وشأنك إلى أن تتوقف عن منحه الطاقة
يمكنك أن تمنح الطاقة له بشكل مباشـر بالدخول معه في جدال ، أو بشكل غير مباشر وذلك بأن تحمل مشاعر كراهية نحوه و بصمت .
أن تتوقف عن منحه الطاقة يعني ألا تفكر فيه نهائيا وأن ترميه من رأسك ، قل لنفسك فقط : «فليفعل ما يريد !»، وسوف يخرج من حياتك
فعندما ينتقدك شخص وهو لا يريد الفهم ولا يجيد الإستماع فلا تحاول إثبات صحة ماتؤمن به له ، ولكن قل له أنت أعلم مني بذلك (انت الاعلم والاصح)
و إتركه للحياة لتعلمه دروسها القيمة.
Discussion about this post