الفنان “صلاح ذو الفقار”.. الجان والمنتج والملاكم والضابط
كتب … خطاب معوض خطاب
الفنان صلاح ذو الفقار الذي توفي في مثل هذا اليوم منذ 30 سنة وتحديدا في يوم 22 ديسمبر سنة 1993 يعد واحدا من أشهر جانات السينما المصرية، وواحدا من أبرز نجومها الذين تعلقت بهم قلوب الجماهير، وخاصة خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، وله عدد كبير من الأدوار الخالدة في تاريخ السينما المصرية، والتي شهدت نجوميته ممثلا ومنتجا أثرى السينما بأعماله المتميزة، وقد تميز بخفة ظله وروحه المرحة، وقدم على مدار تاريخه الفني الطويل عددا كبيرا من الأعمال الفنية الرومانسية والاجتماعية والتاريخية والكوميدية، وهو من عائلة فنية معروفة، حيث كان قد سبقه للعمل بالفن شقيقاه الممثلان والمخرجان محمود ذو الفقار وعز الدين ذو الفقار.
وقد ولد صلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار في يوم 18 نوفمبر سنة 1926 وكان والده ضابطا في البوليس المصري ويحمل رتبة عميد، وكان صلاح ذو الفقار قد التحق في البداية بكلية الطب جامعة الإسكندرية، ولكنه سرعان ما تركها ليلتحق بكلية البوليس والتي تخرج فيها سنة 1946، وكان من بين زملائه في هذه الدفعة الوزراء أحمد رشدي والنبوي إسماعيل وزكي بدر، وفي بداية حياته العملية كضابط للبوليس عمل صلاح ذو الفقار في شبين الكوم، ثم انتقل بعض ذلك للعمل كضابط بسجن مصر وسجن طرة، ثم تم تعيينه كمدرس بكلية الشرطة بعد ذلك، وذكرت بعض المصادر أن الفنان صلاح ذو الفقار قد فاز ببطولة الجمهورية في الملاكمة لوزن الريشة سنة 1957، هذا بالإضافة إلى أنه كان يهوى لعب كرة القدم.
وبعد تخرجه في كلية البوليس عين الفنان صلاح ذو الفقار مدرسا بالكلية، ثم عمل ضابطا في مصلحة السجون، ويذكر أنه قد قام بمساعدة الرئيس السادات وقت أن كان سجينا في قضية اغتيال أمين باشا عثمان، وكان يوصل له الطعام والسجائر، كما كان يقوم بتسهيل زيارة أسرة الرئيس الراحل له في ذلك الوقت، كما كان الفنان صلاح ذو الفقار واحدا من رجال البوليس المصري الأبطال الذين تصدوا لعدوان جيش الاحتلال البريطاني في الإسماعيلية يوم 25 يناير سنة 1952، وهو اليوم الذي أصبح بعد ذلك عيدا للشرطة المصرية، كما ذكرت بعض المصادر أنه قد انضم إلى صفوف المقاومة الشعبية وقت العدوان الثلاثي على مدينة بور سعيد سنة 1956.
وفي سنة 1957 استقال الفنان صلاح ذو الفقار من عمله بالبوليس المصري وتفرغ تماما للعمل بالفن، حيث أنه قبلها بسنوات كان يعمل بالسينما، ولكن في أدوار صغيرة اختاره لها شقيقاه محمود وعز الدين ذو الفقار، وقد كون صلاح ذو الفقار شركة إنتاج سينمائي مع شقيقه المخرج عز الدين ذو الفقار.
وقد أنتجت هذه الشركة عددا من الأفلام منها فيلم “بين الأطلال” وفيلم “الرجل الثاني”، كما أنه بعد وفاة شقيقه عز الدين أسس شركة إنتاج سينمائي خاصة به وحده، وقدم من خلالها عددا كبيرا من الأفلام الشهيرة، ومنها: “مراتي مدير عام”، و”شيء من الخوف”، و”أريد حلا”.
والفنان صلاح ذو الفقار قدم للسينما المصرية عددا كبيرا من الأعمال المميزة والتي لا ينساها محبوه، ومنها: “الأيدي الناعمة”، و”الناصر صلاح الدين”، و”أغلى من حياتي”، و”الرجل الثاني”، و”رد قلبي”، و”مراتي مدير عام”، و”عفريت مراتي”، و”غروب وشروق”، و”الحب كده”، وبالإضافة إلى ذلك اشترك في عدد من الأفلام ذات الإنتاج المشترك، ومنها: “الفرسان”، و”نفرتيتي”، و”ابتسامة أبو الهول”، كما شارك في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية، منها: “رأفت الهجان”، و”عائلة شلش”، و”الحوت”، و”الثعلب”، و”غاضبون وغاضبات”، و”عودة الروح”. وتعد مسرحية “روبابيكيا” من أشهر أعماله المسرحية.
والفنان صلاح ذو الفقار تزوج طوال حياته 4 مرات، حيث تزوج أولا من السيدة نفيسة بهجت، ثم تزوج من الفنانة زهرة العلا، وبعد ذلك تزوج من الفنانة شادية، وأخيرا تزوج من السيدة بهيجة مقبل جدة الفنان شريف رمزي، والجدير بالذكر أن الفنان صلاح ذو الفقار قد توفي في يوم 22 ديسمبر سنة 1993، وكان في ذلك الوقت يصور فيلم “الإرهابي” مع الفنان عادل إمام، حيث توفي الفنان صلاح ذو الفقار وقتها قبل أن يصور آخر مشاهده في ذلك الفيلم.
*داخل الإطار صورة الفنان صلاح ذو الفقار في صباه.
Discussion about this post