تابعت في سهرة الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 بدار الثقافة بنابل، مسرحية partiro لفرقة ميميزيا بتازركة ،من إخراج Aymen Tahari ، و هي مسرحية ممتازة على مستوى النص و الإخراج
و المؤثرات الموسيقية و الإنارة.
و التمثيل كان رائعا من الممثلين الأربعة ( كمال شوشان و أيوب بن عثمان و أمان الله باني و أمين بالحاج ) الذين تقمصوا أدوارهم على أحسن وجه،حيث أمتعوا و أقنعوا و أفحموا. و قد تجاوب معهم جمهور الدورة 36 لمهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل بنابل، من تونس و المغرب و الجزائر و ليبيا و الإمارات العربية المتحدة و مصر حيث عبروا عن إعجابهم الكبير بالتصفيق و الضحك و قد وقف كل الحاضرين عند نهاية المسرحية، لتحية الممثلين و المخرج و مصافحتهم
و شكرهم و التعبير عن إعجابهم بالعمل الجميل و صافح بعضهم الممثلين و المخرج الذين كانوا نجوما متألقين و متميزين.
هذا و تناولت المسرحية موضوع شعور الفنانين بالإحباط و الغبن من طرف سوء معاملة مدير المقهى الليلي <الكافيشنتا > حيث حرمهم من اجرتهم مما زاد في معاناتهم لسوء أوضاعهم المالية فهذا الممثل كمال شوشان المعروف ب
Kamel Pélé
ثار على كثرة الفواتير التي هو مطالب بسدادها لفائدة شركات الماء و الكهرباء و الغاز و الصندوق الوطني للتضامن و الحيطة الإجتماعية و معلوم الأكل و الشرب و الدواء، و حاول مع زملائه إيصال شكواه إلى الإدارة و لكنه صدم بالتسويف و المماطلة…و قد أبدع في أداء دوره بحرفية و تميز بأسلوب نقدي كوميدي ساخر مشحون بمواقف مضحكة مبكية المعروفة بالكوميديا السوداء .
و ذاك الشاب العازف على آلة الكمنجة كان يخشى ان لا يتمكن من توفير المال لخطبة حبيبته، فيفوز بها الشاب جلال، و الممثل القدير الملقب بقزاز كان يزعم انه يعرف كل شيئ و رشح نفسه ليكون رئيس نقابة الموسيقيين
و راح يقوم بحملته الإنتخابية،
ووعد زملائه الموسيقيين بحل كل مشاكلهم المهنية و المالية…و عندما فشل الجميع في تحقيق أحلامهم المشروعة قرروا أن يهاجروا الى إيطاليا <الحرقة>، وهي من المواضيع الحارقة التي تناولها الفنانين بالطرح في عدة أعمال مسرحية و سينمائية و فنية إبداعية، و فعلا تمكنت الفرقة الموسيقية من ايجار زورق شق بهم البحر في ظروف مناخية قاسية، فكانت النتيجة الحتمية الغرق كمن سبقهم من آلاف المهاجرين الغير الشرعيين من ت نس و من جنوب الصحراء الإفرقية ،فأصبحوا طعاما لأسماك القرش. و هكذا كانت النهاية المأساوية لكل من سدت أمامه أبواب الرزق في وطنه فيجد نفسه في النهاية في بطون القروش !!!
اذن النتيجة النهائية و الفكرة الرئيسية للمسرحية ان المغامرة بالهجرة الغير شرعية بقوارب الموت ليس الخيار الأنسب
و الأفضل.
تحية تقدير واحترام لفرقة ميميزيا بتازركة على ما امتعونا به بتقديمهم لأجمل مسرحية.
Discussion about this post