من افرازات المدنية الحديثة وعصر الثورة الالكترونية الهائلة وما رافقها من ظاهرة العولمة في العقود الاخيرة والاتجاه نحو التعليم واكتساب الشهادات العليا والحصول على الوظائف والارتقاء في المناصب ظهرت ظواهر العزوف عن الزواج بين فئات الشباب من كلا الجنسين ..
فظاهرة العزوف عن الزواج التي انتشرت بين اوساط الشباب الذكور تناولناها كما تناولها العديد من الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والمجتمع وبيّنا العديد من اسبابها وطرق معالجتها .
غير ان موضوع المقال يتناول تحديدا ظاهرة عزوف النساء عن الزواج ..
في الحقيقة لابد من نظرة تأملية عميقة واسعة لهذه الاشكالية وبالخط العريض
لماذا اصبحت النساء ترمي بثقلها ليكون سندها وما تعوّل عليه حصولها عل الشهادة والوظيفة التي تضمن لها دخلا ماليا تشعر من خلاله بالاستقلالية والشعور بنوع من الأمان خصوصا ما يخص مستقبلها ؟؟؟؟
من هنا تبدأ خيوط الظاهرة تتوضح اكثر وتنجلي عن جملة من الاسباب الرئيسة التي ادت لانتشار هذه الظاهرة والتي بلغت نسبا مئوية تنذر بالخطر اذ تصل في بعض الدول الى اكثر من 50 % ..!!
العامل الاقتصادي المتردي وارتفاع نسبة البطالة والبحث عن العمل غير الثابت يهدد الحياة العائلية والاجتماعية والتي تنعكس اثاره السلبية الوخيمة على المرأة اكثر مما تنعكس على الرجل .
الشعور العميق بانعدام الاهلية للزواج عند الشباب من حيث ضعف او انعدام القدرة على القيام بمسؤولية تهيئة الحياة المناسبة للحياة العائلية .
فقدان الثقة وانعدام الشعور بالامان مع الرجل كشريك للمرأة في الحياة نتيجة ما وصلت اليه الامور من ضعف التماسك العائلي والاجتماعي والتي تنتهي بالطلاق وخاصة في السنوات الاولى من الزواج او الزواج بثانية وثالثة اذا كانت اموره المالية مرتفعة .
الاقبال الهائل على التعليم وتحقيق الطموحات من خلال الحصول على الشهادات وتحقيق الذات والحصول على دخلٍ مالي ميسور يضمن الاستقلالية للمرأة لتعوّل على وظيفتها كسندٍ بدل استنادها على الرجل والذي غالبا ما يكون غير قادر على توفير ابسط متطلبات الحياة
فمن خلال دراسات ميدانية متخصصة بيّن الكثير من الشباب ان ما يحصل عليه من الدخل الشهري بالكاد يكفيه لوحده وهذا من الاسباب التي تدفعه للبحث عن الهجرة وعزوفه عن الزواج مع ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمعات العربية كما يدفعه للبحث عن الزواج بأجنبية من دول اوربا او غيرها بغية الحصول على ما يساعده على الهجرة والاقامة .
كما ان هناك اسباب اجتماعية دفعت المرأة العربية للبحث عن سندها في شهادتها وعملها .. منها ارتفاع نسبة الطلاق وجرائم التعنيف والقسوة المفرطة ضد المرأة وهذا ما يتضح جليا من خلال الدراسات واروقة المحاكم الشخصية وما تفرده من معطيات وردود افعال لدى المرأة عموما في مختلف المجتمعات العربية
ومن الظواهر الاخرى التي تدفع بالمرأة نحو تحقيق الاستقلالية وان يكون سندها في الحياة شهادتها وعملها شعورها العميق والواقعي ايضا بأن الرجل سينتهك كرامتها وكيانها حين يجعلها اشبه بالروبوت الآلي الذي يكد ويعمل خارج البيت وداخل البيت ولسان حاله اقرب ما يكون (( واذا مرضت فهو يشفين )) في حين ان الرجل الذي استهلكها حتى اخر ذرات طاقتها يبدأ بالبحث عن حياة اخرى تعفيه من مسؤولياته العائلية الرتيبة …
اما الحلول فهو ما بينّاه في السطور ليكون على طاولة الحوار …!!!!!
Discussion about this post