(أمنية أن ابتلع العالم)
ككومة قش ريفية تتناثر هذه المدينة إلى حيث لا أعرف
كالبيدر بعد الحصاد تتكوم ذكرياتها الأخيرة فوق بعضها البعض
أرمم الخريف تلو الخريف وانتظر ما تبقى من الفصول
أترقب عقارب الساعة وهي تتحول إلى أداة تعذيب
جدران المدينة تلتهم شواطئ الوقت
سمائها تعتزل كل الأشياء بالتساوي
اتحرر من كل القيود دون أن أنجو
لديهم حساسية من الفن والذكريات ومن رائحة الأرض
أنفاس الصباح تتبخر تدريجياً
أزهار النرجس في طريقها إلى الذبلان
السماء فوقي تزداد كثافة وقنابل
التناقضات تنسحب من أصابع يدي والاشيء يستوطن جسدي
أحجار الفقد تتراكم
أزيح الثلوج المتراكمة منذ الصيف على كتفي كي أحميها من طباعي الباردة
أهرب مثل صياد متعب ضائع في أزقة الميناء
أعود إلى مدينتي وأرمي المتاهات على كتفها المنهكة بعبثية الزمن
ألف نفسي بأوراق الصحف وأعيش تحت ظل العمر التالف
أجراس الكنيسة تدق يبدو هذا النداء الأخير
أمنية أن ابتلع العالم
ما زالت أجراس الكنيسة تدق وتدق والنداء الأخير يتكرر
أصوات مرتفعة ذات صدى قوي تنبعث من كل الاتجاهات تبحث عني
فلا أنا أتيت ولا الأجراس توقفت
تحتضن الجدران بعضها البعض
ضباب أسود ولزوجة حمراء تغرق المشهد بالكامل
تنجب أشلاء مبعثرة، أكواب محطمة، و بقايا أوراق محترقة
قبل أن ينتهي تشرين
أريد النجاة ليوم واحد لا لشيء فقط لأرى الطيور تحلق بعيداً.
بقلم سهام السايح
Discussion about this post