بقلم الشاعرة … كوثر بلعابي
** مِثل المَطَر.. **
مِثْلَ المطر..
تَنسَكِبُ كلِماتُكَ فِي دَمِي..
تَسرِي فِيَّ مِثلَ مَاءٍ فِي نَهَر..
تُربكُنِي.. تُفقِدنِي تَوَازُنِي
تُشعِلُ قلْبِي فَتَائِلَ
فتَعجّلُ دَقّاتُهُ..
خَفْقًا.. ثُمّ خَضًّا
يَرقُمُ خَدِّي أقاحٍ و زَهَرْ..
وَ تَقولُ لِي : لَا تخجلي
إذا فَقدْتِ التّوَازُنَ
هَذا حضنِي أُدخُلِيه بِسَلامٍ
يَتلقّاكِ.. يَأوِيكِ..
هو منكِ و إليكِ
سكَنٌ و مُستَقرّ..
و تَقولُ لِي : لَا تَفْزَعِي
هَذا طَوْقِي اِرتَدِيهِ بِأمانٍ
يَتَهجّاكِ.. يَقرَأُ سِرَّ حُباكِ
و يَصُوغُ فِي هَوَاكِ
مُذهَبَاتٍ مِن دُرَرْ..
كلّمَا شِمتُ التّحدِّي و التّجَاوُز
كلّمَا قرّرتُ السَّيْرَ
فِي الآتّجَاهِ المُعَاكِسِ
أجِدُ نَفسِي إزَاءَك
مِثلَ طِفلٍ خَجِلٍ و هوَ يُشَاكِسُ
يَحمِلُ وجهَ اليَفَاعَةِ
مُسْتَكِينًا لِعِتابٍ بمَحبَّةٍ
ثمّ يَنسَى ما اعتَرَاهُ بوَداعةٍ
بِأسَاريرِ البَراءَةِ و الصِّغَرْ..
لسْتُ أدرِي كيْف سِرتُ
نَحْوَ أمْدائِكَ ثَمْلَى
لمّا عَينَاك احْتَوتنِي
لمّا كَفُّكَ صَافحَتنِي..
لما أنشدتَ قصيدةً زعزَعتْنِي..
لَفّنِي صَمتٌ حَزِينٌ مِن جَفاكَ..
مِمّا ضَاعَ مِن حَياةٍ لستَ فِيها
مِن أدِيمٍ دُونَ مَاءٍ
مِن سَماءٍ دُونَ نَجْمٍ و قَمَرْ..
حينها سلّمتُكَ رُوحِي..
استسْلَمتُ.. لَكَأنّكَ أنتَ القَدَر…
و نسِتُ كُلَّ شيْءٍ و تَذكّرتُ فَقط..
أنّ رُوحِي أرضٌ عَطْشَى
تَرتَجِي مِنكَ المَطَرْ …
بقلم الشاعرة … كوثر بلعابي
Discussion about this post