لا تحدّث الآخرين عن صبرك يا أشرف. عن صخب الأيّام في صدرك. عن ضجر وحشي يزورك كل مساء. عن قطط كسولة تراود صباحاتك وتشرب من يديك حليب الفقد الموجع كل يوم. لا تحدّث الآخرين عن غيوم انتظارك عن سكرات حبّ تغزله بالكلمات ولا تتفطّن إلى سراب غلّف السكون والحركات. لا تحدّث الآخرين عن قعقعة أصوات القبيلة في دمك، عن حضارات شرسة تتطاحن بين ضلوعك ولا تسكن حتى يسقيها دمعك المعدّ للخيبات دوما.
لا تحدّث امرأة عن وجه قمر صيفيّ، عن نغمة دافئة، عن لحن أمنياتك كلّما يممت وجهك شطر وجنتيها. لُذ بالصمت يا أشرف. فقط لُذ بالصمت، وتلذّذ بصدى لغات الكون كلّه تتماوج في التماع العيون. العيون أيضا شفاه مدرّبة على القصائد والقُبل، تشتاق، تُفصح وتفضح وتجور وتجير وتصدح. العيون أوتار حزينة ونواقيص خطر ومآذن تنبّه عند كلّ صلاة أن حيّا على الحياة.
Discussion about this post