الفجْر هُنَا !
كان الفجْر هُنَا هادئًا بِنسمَات تُدَاعِب أرْواحنَا مُعلَنَة بَدْء صَبَاح دَرنَة ، بِضرْبة أَوَّل فأس فِي الوادي لِزراعة الياسمين والرُّمَّان لِتبْدأ الشَّوارع بِالازْدحام ، فِي وسط البلَاد ، شَارِع الفنَار ، حشيشه ، شَارِع الصَّحابة ، إِلخ . . . تَجمُّع الكبَار فِي المقاهي بِنقاشات درْناويَّة بِالْكوميدْيَا السَّوْداء اَلتي نُعرف بِها رَغْم أَنَّه لَطَالمَا الحيَاة كَانَت قَاسِية الدُّروس مَعنَا جميعًا ، إِلَّا أَنَّه دائمًا كان لدينا أَهدَاف أَساسِية لِحياتنَا تَجمُّع اِخْتلافاتنَا ؛ كالسَّعادة ، السَّلَام والنَّجاح ، دَفَعتنَا حُريَّة عُقولِنَا إِلى أن نُحِب فِي الحيَاة كُلَّ شَيْء ، كُنَّا صَادقِين ، عفْويِّين ، مُفْعمِين بِالْحياة..
إلى يومِ الحادي عشرَ منْ سبتمبرَ لعامِ ثلاثةِ وعشرونَ بعد الألفينِ الكارثيَ . . .
جعلنَا نَتَوقَّف مُنْحنييْنِ الرُّؤوس مُتْعبون ولَا طَاقَة لَنَا لِلْمزِيد ، تَتَنوَّع رُدُود أفْعالنَا لِهَذه الخيْبة على شَكْل عَصَبيَّة ، أو أَمرَاض بَدَنيَّة وَنفسِية ، أو لِبكاء وأحْيانًا كثيرًا لِصَمت أو ضِحْكَات زَائِفة ، حَقِيقَة لَم نَكُن فِي دَرنَة مِن ذاك النَّوْع الاسْتسْلاميِّ لِلْحيَاة رَغْم قَسوتِها ، لَم نَكُن ضُعَفاء أَنفُس يسْتسْلمون بَعْد أَوَّل اِختِبار قاسٍ ، أَعلَم بِأَنه لَيْس سهْلا على الإطْلاق أن نَتَعرَّض لِخيْبَات الأمل ونواجه ظُروفًا وتجارب صَعبَة كفقْد دَرنَة . . .
لَكِن الحيَاة تَستَمِر
وسيعود فجَّرْنَا الهادئ
بقلم معتز عبدالله
Discussion about this post