الدّهشة تستعيرُ من الجسد قوامه
وتحيطهُ بالنّبوءة
تعلو بمائِه ثمّ تمطره ثمّ تصيره ضباباً مطيعاً لربوبة الضوء .
الدّهشة شظايا عينيك في المرايا العتيقة
وأحداقٌ تنزلق طواعيةً في أهوال ذاكرتك
ربما ماضيك ربما حاضره وربما اللّاشيء
طفلٌ يتأتئ
ولدٌ أزعرٌ
رجلٌ يُعدُّ الشاي بالقرفة لحياةٍ أصبتَها بالحطام .
الدّهشة عجوزٌ يرتجف، و يتلّحف بسنابل امرأة
منسيّةٍ بين ثدييّ المخيلة.
يقول :
دثّريني ياحنطتها
دثّريني يا امرأة
دثرّني يا موتها الشهي.
*******
٢
أنتَ لستَ أنتْ
كائنٌ ضوئيٌّ يتفشّى في العتمة
ويتفتّق على جلدٍ أموميّ
أنتَ لست أنتْ
كائنٌ لزجٌ ينزلق في سرّة الوحدة
ويُقلقُ قمراً وشمساً غائبة.
أنتَ لست أنت
كائنٌ مخرّبٌ يفهم كيف يكون للعالم
وجهٌ نقيضٌ للرتابة .
أنتَ إلّاك الغائبُ والحاضرُ والعدمْ .
*******
٣
نعيش داخل الحلم ونتنزّه في جنائن التخيّل
نُحبُّ من نشاء،
ونضمُّ حرماننا
نستطعف قلوباً حزّت في قلوبنا
ونستدرج رحيلهم بعظامنا المتيبسة.
نعيش داخل الحلم ،
نؤمن بالإله
وبجنته ونهاب ناره
نركع ونصلي
نتوب عن ما صنعت أيدينا في الخطيئة
يبتسم لنا ويغفر لنا
وعند أول الفجرِ، نعود أدراجنا،
أمواتٌ ونُعاني من عذاب الضمير .
بقلم الشاعرة أحلام عثمان
Discussion about this post