✓بين الحكاية والواقع•
وامعتصماه… واعرباه
يحكى في تاريخنا العربي انه يوما ما اعتدى جنود الروم على امرأة مسلمة بقرية العمورية بجنب أنقرة فنادت بأعلى صوتها “وامعتصماه”… صرخة لباها المعتصم بإعداد جيش كما يقال أوله عند الروم وآخره في بلاد المسلمين.
اليوم أكثر من اثنين مليون مسلم يصرخون “واعرباه” ليس مرة واحدة ولكن عشرات المرات في اليوم. صرخات ترفع الى السماء مع كل قصف اسرائيلي، ومع كل تفجير من جيش الاحتلال، وبالرغم من أن سكان غزة ينادون منذ 62 يوما، الا أن نداءهم لم يلبى.
فأين الخلل ؟
في الحقيقة ليس هناك خلل واحد ولكنها خلال كثيرة.
الخلل الأول: نكشفه اذا سألنا كيف سمع المعتصم نداء المرأة؟ لم يكن هناك وسائل إعلام ولا هاتف ولا تيليفزيون، ولا تيليغراف، فكيف وصلت الصرخة ؟
الخلل الثاني: نكشفه أيضا اذا سألنا لماذا لم يسمع لنداء سكان غزة؟ الوسائل المتاحة اليوم تعرض الوضع وتظهر القتل والدمار وتظهر قتل الاطفال والصراخ وكل شيئ على مدار الساعة ولا يوجد مسلم على وجه الأرض لم يصل نداء ابناء غزة الاحرار أذنيه. فلماذا لم تسمع صرخات الاطفال وهم يموتون؟ ولماذا لم تسمع نداءات الشيوخ وهم يردمون تحت القنابل والصواريخ؟
لماذا لم تسمع صرخات المرضى وهم يقتلون بقصف على المستشفيات
لماذا لم تسمع صيحات الأمهات وهن يبكين ابناءهن الرضع الذين ماتوا في أيديهن؟
أما الخلل الثالث: فإذا جمعنا الأول والثاني وجدنا أن “وامعتصماه” خرافة، أكذوبة، شعوذة… حكوها لنا لتجميل صورتهم وتنويم الشعوب على اننا في الماضي كنا امة تنصر المستضعفين ، كما يتبين لنا أن غزة اليوم وصمة عار على وجوه مسودة لا تسمع ولا ترى.
وفي الاخير لايمكنني ان اقول الا لك أبناؤك يا غزة … ولك الله يا غزة. أما قصة المعتصم فهذه حكايات لتنويم الأجيال وبالفعل لقد نام العرب ولم يستيقظوا الى اليوم، بل الى يوم الدين، بل وحتى بعد ذلك.
Discussion about this post