الوردة والصباح.
قصيدة الشاعر البشير المشرقي
في غزة الشماء نادى هاتف :
الله أكبر فوق كل عداء
المجد للأحرار دون منازع
المجد للأحرار والشهداء
والعار كل العار للباغي الذي
دهس الضعاف وفاز بالأشلاء
قد قتل الأطفال دون جناية
متسترا بالذل كل مساء
كانوا قبيل الموت كالزهر الذي
غطى البساط وفاح في الأرجاء
لم يفعلوا شيئا ولكن ذنبهم
ميلادهم في غزة الشماء.
لم يعرفوا مكرا ولم يتعلموا
غير البراءة في محيط إباء
ماذا جنوا ماذا جنت ازهارنا
لتكون نهب الغدر والأهواء ؟
أيكون حظ النسر موتا محدقا
وتعربد الغربان في الأجواء ؟
أين الشهامة اين اين ربيعنا ؟
فربيعنا قد صار ليل شتاء
الرمح صار يصيب عمق صدورنا
في داحس كانت او الغبراء
وتباينت طرقاتنا وتقاطعت
أهدافنا وتساقطت في الماء.
أطفال غزة لن تسود غواية
أهدافها قتل وسفك دماء
قسما سيطلع في البطاح صباحنا
من خلف هذا الليل والأنواء
وسيكبر الزيتون والأمل الذي
يأتي غدا في هالة الأضواء
أطفال غزة الف الف تحية
تأتيكم من تونس الخضراء
أرض الإباء يفور في أعماقنا
متأصلا والهمة الصماء
سيغرد الحسون بعد مناحة
وستغمر الاضواء كل فضاء
فدماؤكَم لا لن تسيل خسارة
مهما آستبدت آلة الأعداء
منها ستطلع بعد حين وردة فيحاء في مرج من الاشذاء
يستلهم التاريخ منها قصة
كتبت بماء القلب بعد دماء
ما للقصيد إذا اردته غاضبا
متفجرا لم يستجب لندائي ؟
هل صار هذا الشعر دون مرادنا ؟
وهو الذي قد كان صوت إباء؟
الشعر نحن نريده إشراقة
للوعي وسط تباين الاشياء
ونريده غضبا وصوتا عاليا
متصاعدا من ثورة الشعراء
سيظل هذا الشعر بعض سلاحنا
والمجد للابطال والشهداء !
يا أيها القسام دك قلاعهم
فقلاعهم من طينة وهواء
كلت من الحرب الضروس رماحهم
وخيولهم هزلت من الإعياء
لا تلتفت واصل طريقك وآستمت
وآملأ مزابلهم من الأشلاء
من كان يؤمن بآنتصار قضية
وجد الطريق إليه دون عناء.
طوفان اقصانا سيجرف جيشهم
وعتادهم مهما سعوا لعداء
ستعود غزة للحياة بقوة
ويعود طير صادح بغناء
النصر آت لا محالة قادم
والخزي للأعداء والسفهاء
ولغزة الشماء ترفع راية
خفاقة تحتل كل سماء…
قلبي إليها ظامئ متعطش
لو مرة نحظى بطيب لقاء !
Discussion about this post