ليسَ للريحِ أوراقاً ثبوتية
الريحُ تَعرفُ كل شئٍ يحدُثُ في البيوت
كلّ البيوت
مفتوحةُ النوافذ ، نصف المفتوحة
و المغلقةِ باهمال
و تِلكَ التي بها ثقوبٌ و فَجَوات لا يعلمها أصحابُ الدار
هي تتسَلَّلُ خُفية
في شكل نسمات لطيفة
أحيانا تعطسُ عفواً ،فتهتزُ ستارة
تنزعجُ قطةٌ غافية
يتملّملُ رضيع
هي تعرف الحُزنَ الذي يسكن البيوت
الأوجاع و اللَذات
حُمى الصغارِ و بكاءهم
ضحكاتهم و حكايات ما قبل النوم
تعرفُ الموائد الملآنة و الخاوية
المدافئ الموقدة و تلك التي تسكنها الفئران..
غرف النوم الباردة و المشتعلة
هي شاهد على جرائمِ الحبِ و الخذلانِ و الجوع
على ليالي العرس و الموت
على لوعات الانتظار..
الريحُ تعلم كلّ شئٍ يحدُثُ هُناك
لكن القاضي لا يَستَدعيها للشهادة
فليس للريحِ أوراقاً ثبوتية تُثبِتُ أنها ريح
ليس لها عنوانًا أو بريد
هي تراقبُ في صمتٍ و تشاركُنا المشاعر .
بقلم أمل عمر
Discussion about this post