كل هذا الشقاء بدأ بملاحظتي للأشياء الصغيرة
لانعكاس صورتي في مصباح سقف الغرفة
وكيف جسدي – المثير في أحيان أخرى –
يبدو معقوفاً مثل كعكة مقضومة
لاحظت أيضاً أن أظافري لا تطول أبداً
وأني لا أكثر الكلام إلا معك…
أودّ أن أتحدّث معك
عن امرأة أمضت عمرها بالبحث عن البحر
وحين وصلت
اختارت لنفسها حجراً أسودَ لبرد قدميها
وعادت لتبحث
عمّن يقدر نعومتهما…
ربما أخبرك أيضاً عن امرأة
كتبت كل ما تعرف
عن نفسها على أوراق وأحرقتها
كي تصبح قادرة على كتابة رواية.
حاولت أن أفهم هوس النساء بتجميل أظافرهن
كلما ازدادتِ المرأة قوة أهملت أظافرها
النساء القويات يجرحن بسكونهن
يخدشن لامبالاة الآلهة
بعيونهن الخاليات من الكحل والدهشة
يتحولن مع الأيام لأشجار سنديان عتيقة
وتنبت فوق صدورهن طحالب خضراء
أحاول أن أصف لك
نظراتهن الخالية من الكحل والدهشة
التي تمر كخيط الضوء
من فوق الحطام
وتنتهي في مكان وجد فقط في قلوبهن…
أحاول أن أخبرك عن ذلك المكان أكثر
ترتحل نظراتي فوق تقاسيم وجهك
لكن الأشياء الصغيرة تخطفني مجدداً
وأسقط في الدمعة المحفورة فوق شفتك العليا
تلك الدمعة التي تشبه بحيرة
في مكان
وجِد في قلبي أنا فقط.
بقلم حنين الصايغ
Discussion about this post