قبل أن تجس بيدك صُرّة الكلام
بقلم الشاعر علام مضوي
هكذا يبدأ الأمر
أن تخمش بيدك ذرات التراب
وتعجنها -بدمع العين*-
حتى يستوي الخليط
وتتبلور فكرة الطين والملح،
لتنحت لسان عصفور؛
فهو يدل على التغريد.
أن يرمي طفل ذا ساق واحدة
الكرسي المتحرك…
لانهُ يهوىٰ التنطيط بذاتِ الساقَ
هل يشعر بفارق الإرهاق بينهُ وبين أقرانهِ في اللعب؟
أن تمد يدك نحو اللاشيء
حتى تفبض من الأثر
فتبصر، لترىٰ من كل فجٍ
ابن السبيل والثوار/ حامل الفأس
والعمال/ الشعراء الكاذبين
وهم يجبون الشوارع
يسدّون الأفق بالسبابةِ والوسطى
يصرخون بأفوّاه
يفوح منها زبد الموت البطيء
/ حرية حرية /
فهل سولت لك نفسك الحرية.
لذلك قبل أن تشم العطر
في ذاكرة الجسد،
قبل أن تُباغتك عاطفة الكتابة
قبل أن تعلم أن النطق من أقصى الشك
يكون أقوى من اليقين؛
وأن اللغة تتعرى لمن تعشق!
قبل أن تجس بيدك صُرّة الكلام
و ينهش الوقت ضميرك المُتمرّد
هناك… ماهو أكثر قدسية من الفِراش
لشاعر يترنح بين زيتونة الأبدية
و صحراء العمر.
_______________________________
بقلم الشاعر علام مضوي
Discussion about this post