بقلم : بوخالفة كريم _ الجزائر
واحدة من اكبر مشاكل العقل البشري، هو التهذيب و الترويض الذهني، الذي تعرضنا له جميعا ..
اما بالتخويف ، او نتيجة الضغط الجماعي ، الذي نلقيه على بعضنا البعض.
فنحن في حياتنا اليومية ، نحاول أن نفكر – معظم الاحيان – بايجاد حلول منطقية علمية لمشاكلنا ،
ولكننا عندما يرتبط الامر بمشاكلنا الاجتماعية، فان هنالك شرطيا يمنعنا من استخدام المنطق. فنلجأ الى ما هو سائد و عادة و شائع دون محاكمة.
عندما تتعطل سيارتك فانت لا تضربها، بل تتفحصها ،و تحاول اكتشاف الخلل الذي فيها لمعالجته. هذا تصرف منطقي سوي.
عندما تمرض ، يفحصك الطبيب ، ليرى ما هي المشكلة، و يحاول اعطائك ادوية تناسب تشخيصه للمرض.
ولكن عندما تفسد حياتنا الاقتصادية و تتدهور اوضاعنا المعاشية، فاننا نغضب و نثور ،و لا نتريث قليلا لرؤية جذور مشاكلنا و لماذا هي كما هي عليه.
نحن لا نحاول التفكير في تفحص المشكلة، و لا نعرف لماذا تفسد الحكومات و اذا ما كانت هنالك وسائل جديدة لتنظيم الحياة بطريقة اخرى تستند الى العلم و المنطق العقلاني بدلا من الرغبة في سحق الاعداء.
ان هنالك شرطيا في راسنا يمنعنا من رؤية الحلول.
و عندما نطرح نحن الحلول المنطقية، يرفضها البعض ليس لانها سيئة و خاطئة، بل لانها خيالية ، و هي خيالية لان الشرطي الذي في راسنا، يقول ان هنالك من سيقف في طريقنا ، و سوف لن يسمح بحصول ذلك.
اذن نحن نسبق خصومنا الافتراضيين، و نصادر مواقفنا قبل ان يفعل الخصوم ذلك. نحن نلعب دور الشرطي الذي يصادر ارادتنا الصحيحة خوفا من ان يفعله الشرطي .
المستقيم هو المسافة الاقرب بين نقطتين, الشرطي الذي في راسنا يمنعنا من رؤية ذلك.
هنالك حلول منطقية بسيطة جدا لمشاكلنا الاجتماعية. نحن نمتلك جميع الوسائل لبناء حياة كريمة ولكننا لا نفعل، ليس بسبب جهلنا بالحلول بالدرجة الاولى، بل لاننا ابعدنا هذه الحلول و مسحناها منذ زمن بعيد عن اذهاننا لانها ممنوعة لا تتفق مع ما تم ترويضنا اليه عبر الاف السنين.
نحن نعيش في اقفاص ذاكرتنا, نمتلك مفاتيح الخروج منها ولكننا نخاف الحرية خوفا من غضب الشرطي.
تخلص من الشرطي الذي في راسك … استيقظ
Discussion about this post