في محاولة متواضعة بقلمي البسيط و حرفي المتواضع ،
أقرأ للدكتور Hamed Hadji
ثلاث قصص قصيرة جدا :
_كلانا جبان
_ العابس المذموم
_ الجندي المجهول
الطوفان على اونو على دوووو على ترررري .
.ا========
1- كلانا جبان
تتساءل انطلاقا من العنوان ، من هما ؟ و لمَ هذا الجبن ؟
و ممَ ؟
ا=========
ما لي سواه.. أثناء القصف يسير دوما خلفي.. يشدّ طرف كعبي ..
مالي سواه …
زمن القصف ، يوحي بأحداث نعيشها هذه الأيام
يجول بصرك هناك ، بتلك الأرض التي تشهد الإبادة وراء الأخرى ” غزة ، قطعة من فلسطين”
إبادة جماعية
و المقاومة وحيدة ” يشد طرف كعبي … مالي سواه ”
و نتساءل من هو ؟؟؟
يشد طرف الكعب ، عادة للنجدة و الإستغاثة
لكن !!!
و نقاط التعجب لم أضعها اعتباطا
إذا ما تناهى إلينا نداء استغاثة.. أو أنين جريح.. كان دوما، يطلب ألاّ ألتفتَ..
إذا ما تناهى …
في رحلة السير ، بين هذه الأكداس من الحجارة ، بين هذا الكم الهائل من الركام و مع كل خطوة ، نداء استغاثة ، أو أنين جريح ، لم يبق الكاتب وحيدا مع خطوته و الذي معه ، ” مسرح القصة ” به هذه المؤثرات الصوتية ، لكنه يزداد ” جبنا ” و لم يمد يد المساعدة …
” دوما ” ، ديمومة الحالة ” ألا تلتفت ”
في رحلة هروب نحن ، الأحداث سريعة جدا بأفعالها الحاضرة و الآمرة
و الحواس يقظة ، لننتبه …
و إن سمعنا …
وإن سمعنا طلقا ناريا وهرعتُ إليه.. أو كلّما جريت نحوه واستنجدتُ به، هرب وابتعد …
سمعنا : معا
هرعت إليه
جريت نحوه
استنجدت به
النتيجة : هرب و ابتعد ، حالة خوف قصوى ، هل هي بين الأنا و الأخرى ، بين الأنا و الهو ؟؟
تتحول الحركة من التقدم إلى الرجوع إلى الوراء ، للنجدة و انقاذ ” الحالة ” ، كما ذكرت أعلاه ، خوف كبير يضاف إليه الضياع ، أين المفر ، حتى الفرار ” إليه ” لم ينجح .
بدأت تتضح الرؤية في آخر سطر للقصة
نحن فعلا في ساحة حرب ، الطريق كلها ركام ، قصف قنابل ، الهروب إلى كل الإتجاهات و لا وجهة واضحة ، ” ساحة حرب ”
يقول الكاتب :
وحينما أصابتني الشظية، ” قنبلة في القصة ” و لن أحول بصركم إليها ، واضحة جدا ، رغم محاولة الهروب ، و عدم الإلتفات ، كانت شظية من نصيبه
عندها
لم يكن بوسعي غير أن أشفي غليلي منه وأنبطح فوقه..
الحل الأخير ،
للنجاة ، ” هذا الانبطاح ” ، ماذا يقصد به الكاتب ؟
هل هو الحركة العادية للنجاة من القصف ، أم هي ردة فعل لا إرادية للتخلص من هذا الصوت ، أم هو الحل الأنسب للقضاء نهائيا على ” هذا ” ..؟
لعل نفهم هذه الحركة و علاقتها ببقية القصص .
و تأتي واو العطف لتسرع الحركة و تكثفها
و حينما أصابني …
ظلّي أنا الخائف!
فعلا ، القفلة رائعة جدا ، و كان صراعا بينه ” الكاتب ” و بين ظله ، بينه و بين الخوف ، و المطاردة كانت فعلا صراعا ، رغم هذه الحركة كما أشرت أعلاه الحركة في الأفعال ” الزمن في القصة ” يسير ، يجول ، يشد … هرعت ، جريت …
كان البطل ظلا لأنا ” هاربة ” .
و لم يتخلص منه إلا عند الإنبطاح !!؟
ا============
2- العابس المذموم
عنوان غريب ، حسب رأيي كقارئة ، العابس يكون مسكينا ، وجهه يبعث على الشفقة ، لنرى !!! الا يكون بالاضداد اسم ( محمود عباس)
ا===========
بين ركام محلاتِ الملابس الجاهزة، لم يبق سواهما.. المانيكان االمحطّم ودمية القماش المغبّرة..
مانيكان محطم ، دمية قماش مغبرة
المانكان لعرض الملابس الجاهزة في واجهة أنيقة ، و الدمية عادة لا تكون إلا بيد طفلة ، اجتمعا في مكان واحد ” بين ركام المحلات الجاهزة ” .
شاهدان هما على ما حصل في هذا المكان ، للأسف ” أخرسان ” ، لكن الحقيقة لم يغطيها حتى الركام ، تبقى الحقيقة دائما عارية ف” لم يبق سواهما ”
مشهد شاحب مغبر حطام ، شهد على أنه كان طفلا او طفلة هنا و بيدها دمية من قماش ، كذلك المانكان هي دمية كانت ترتدي ” قماشا ” ، تلك هي الحقيقة ، مهما طمست معاليمها … تبقى ” حقيقة ” .
بدأت القصة في الحراك الأول ، و كأن الروح بُعثت في الدمية
خطر للدّمية أن تساعد المانيكان على أن يعتلي العرش ،
أي عرش يشير له الكاتب ، ” زمن حكم الملوك و تعتليه مانيكان ” و تساعدها دمية من قماش ، كرسي حكم !!؟
أشم رائحة السخرية ( من رئيس السلطة) في مشهد مؤلم يملأه الوجع ، لندقق جيدا بأن الدمية جاءت في صيغة المؤنث ، و المانيكان في صيغة المذكر … هل هي الشعوب
و الحكام ، ؟
يجيبنا السطر الثاني في رمزية بحثت و بحثنا عنها جميعا ، من قرأ القصة انتبه لكلمة ” الأعضاء ”
.. جمعت الأشلاء المتناثرة وبدأت تختار الأعضاء..
” أشلاء متناثرة ” شعوبنا التي اتفقت على أن لا تتفق ، و دمية من قماش تختار الأعضاء لعلها تُشكل هيكلا أو جسما متناسقا ، جمعت ” أعضاءه من تحت الركام ”
مانيكان تتحرك بحراك الآخر و حسب رغبته ، يد مرتفعة ساق متقدمة ، لكنها ” كقطع ” بازل puzzle ” تبحث الواحدة عن الأخرى عسى تكتمل الصورة …
لكن المشهد التالي يقلب الصورة تماما
هاتان رجلان ..ركّبَتْهما للحَوضِ، هذان ذراعان ألْصَقَتْهما للصَدْر..
هذي رأسٌ مهشّمة ربطتها بشال.. وتوّجتها..
صورة لأشلاء بالفعل ، و كأنها للبطل الذي تركناه خائفا بدل ظله في القصة الاولى عندما أصابته الشظية.
بُعثت الحياة في الدمية ، لتجمع أعضاء تُشكل به مانيكان في صورة جسد إنسان ، لكن لم تجد إلا ” أعضاء دون حراك ”
و توجت الرأس المهشمة ، ضميدة لكثرة الجروح بها
و الشال إشارة إلى ” شال اليوم بين أسود و أبيض زينته ” شال مقاومة و كفن المقاوم أحيانا
و أجمل تاج كان يلف هذه الرأس المهشمة .
يلفت الكاتب نظرنا ، ان الدمية لم تكسو المانكان ، فالصورة تُكمل بعضها ، تُوج الرأس و رممت جراحه ، و ربما التركيز على دمية من ” قماش ” تكتمل الصورة بين المانيكان و الدمية
لكن ، للأسف الحالة غير عادية ، اكتملت ” الأعضاء و النصاب من طرف دمية من قماش ( كررتها كثيرا و عمدا )
فقد استعصى عليها كرسي الحكم ، فالعدل في يومنا هذا و ظرفنا هذا و الأحداث التي نعيشها ، أصبح بعيدا و صعب المنال … أصبح أخرسا
فقط كرسي الحكم استعصى عليها ، ليس لها و لن تُتقن الدور إن جلست عليه.
هي دمية ، يكفي انها جمعت أعضاءا من تحت الركام ، لكنها
لم تجد قلبا باردا.. ميتا بين الأشلاء
قلوب الأحياء الميتة على وجه الأرض ، القلوب التي انعدم منها الإحساس و الشعور ، و النخوة و الغيرة …
تبقى قلوب المقاومة ، القلوب الحية ،النابضة ، قلوب تتمنى الشهادة ،
من العدم ، وُلدت هذه القصة ، كانت بين جمادين ” مانيكان و دمية ”
حركتها مكثفة و هذا حال القصة القصيرة جدا يقول ..
بسخرية هل للسلطة (الفلسطينية) وجه ام القلب مات..
الكاتب يشير إلى مستقبل سيُبنى من تحت الركام ..
ا============
3- الجنديّ المجهول
ا============
من منا لا يعرف قصة الجندي المجهول و ضريحه …
فهو موجود في كل رقعة من هذا العالم ، و للتذكير فقط ، ” الجندى المجهول هو أي جندى استشهد فى الحرب ولم يتم الاستدلال على شخصيته أو هويته، فلا يتم دفنه فى المدافن العسكرية ولكن يتم إقامة مكان يطلق عليه النصب التذكاري أو قبر الجندي المجهول لدفن هؤلاء الجنود الذين لم يتم التعرف على هوياتهم نتيجة التشوهات من الحروب، ويقام فى مكان متسع يصممه فنانون عالميون، وهو تقليد متعارف عليه فى أغلب دول العالم التى شهدت ويلات الحروب .
يقول الكاتب :
بعد اختفاء شوارع المدينة جرّاء القصف، لم يبق سواهما ساعي البريد.. وموزع الصحف..
قبل التقدم في قراءة القصة ، نتفق ان ساعي البريد و موزع الصحف يشتركان في مهمة حمل و ايصال الأخبار ، هنا حدد الكاتب المكان ، شوارع مدينة مختفية جراء القصف ، فالمهمة صعبة لنقل الأخبار ، لم يبق غيرهما لنقل ما يدور بساحة الحرب .
لكن ،
خطر لجهاز الموساد أن ينتدبهما للبحث عن مداخل الأنفاق..
” جهاز الموسادا ” استخبارات اسرائلية تأسس سنة 1949 لتنفيذ مهام سرية …
” بين الفعل خطر و الإسم خطر ” قاسم مشترك في الحروف ، فهو يمثل خطرا على العالم بأسره حتى و إن كان من مواليه ” أصدقاءه ”
لكنه لم يفلح في اكتشاف أنفاق المقاومة ، و بالخبث الذي يتصف به ” خطر له انتداب ” الصحفي و ساعي البريد لاكتشاف هذه الممرات بعد ابادة المدينة و من عليها دون رحمة او شفقة فكانت ركاما ممزوجا بأشلاء الضحايا ، جنون حرب …
يقول الكاتب :
غير أنّ ساعي البريد وضع رسائل الشهادة شواهد على الأشلاء..
مهمة جديدة لساعي البريد
كم من شاهد او كم من شهادة و رسالة سيبعث بها هذا الساعي بين الأشلاء ، المهمة صعبة …
فيما تولّى موزع الصحف نشر بيانات المقاومة على قنوات العالم..
و مهمة موزع الصحف أصعب في نقل الصورة إلى ” قنوات العالم ” تحت هذا القصف الجنوني .
و يبقى …
وحده الموت كان مختفيا في ثوب أسرى العدوّ بالأنفاق.
هذا البطل الأول و الأخير في هذه القصة ، التي كانت صورة مصغرة من مسرح بلدة تحت الركام .
أحداث القصة كانت مكثفة ، حركة سريعة ، بين الحركة الفعلية ، من أفعال المهمة الصعبة ، وضع ، نقل … و حركة فكر و أقصد ” التفكير الخبيث لهذا الجهاز ” .
و تُختم القصة بالحيرة التي تكبر كلما حاول العدو التفكير فيمَ يوجد تحت الأنفاق .
……..
في محاولة لحزم أحداث القصص الثلاثة و العلاقة بينهما :
القصة الاولى كانت شبه صراع بين الأنا و الهو ، بين الأنا و ظلها ، و أشم رائحة قلم سياسي ، فهي انتهت بالفعل الذي وقفت عنده في حركة ” انبطاح ” و هنا أستشعر و كأن القلم قال ، المهم أن انجو ” أنا و لا يهمني في الآخر ” سياسة العرب باستثناء القلة القليلة منهم “.
القصة الثانية ، محاولة لجمع أعضاء حتى يكتمل الجسد ، إشارة إلى تجميع هذه الدول التي اتفقت على أن لا تتفق ، لعلها تصبح جسدا واحدا ، بيد دمية من قماش ، اشارة إلى الأطفال التي استشهدت و بكثافة في هذا العدوان ، لكن للأسف كانت بين يدي حاكم يشبه مانيكان دون قلب دون احساس دون ردة فعل متشبث بكرسي الحكم دون أخذ قرار و لا فرض رأي ” أخرس أعمى كسيح كالمانيكان .
القصة الثالثة ، المقاومة من تحت الأنفاق ، و” المعابر التي أغلقت لمنع المساعدات الإنسانية و التي استعصت على الكيان الصهيوني في اكتشافها…
فالقصص كانت سلسلة أحداث برع الكاتب في نقلها لنا من مسرح ابتدأ المشهد فيه بشظية ثم بمدينة تحت الركام فانتهى بجهاز موساد احتار كيف يدخل إلى أنفاق المقاومة.
……..
مع الصور المصاحبة للقصص ، كانت الصورة المعبرة جدا و التي كُتب أسفلها ” سأخبر الله أنكم خذلتمونا 💔😢💔
الطوفان على اونو على دوووو على ترررري
هي قراءة و محاولة بسيطة و مساهمة من قلمي المتواضع ان انقل و أقرأ و لو بعض ما جاد به قلم الدكتور حمد الحاجي ، في أحداث الساعة .
اتمنى أن تروق لكم هذه القراءة في هذه القصص القصيرة جدا
بقلمي سعيدة بركاتي ✍️/ تونس
#القصص
#ثلاث_قصص_قصيرة_جدا
ا=== الطوفان على اونو على دوووو على ترررري ====
.
.ا========
1- كلانا جبان
ا=========
ما لي سواه.. أثناء القصف يسير دوما خلفي.. يشدّ طرف كعبي ..
إذا ما تناهى إلينا نداء استغاثة.. أو أنين جريح.. كان دوما، يطلب ألاّ ألتفتَ..
وإن سمعنا طلقا ناريا وهرعتُ إليه.. أو كلّما جريت نحوه واستنجدتُ به، هرب وابتعد ..
وحينما أصابتني الشظية، لم يكن بوسعي غير أن أشفي غليلي منه وأنبطح فوقه..
ظلّي أنا الخائف!
ا============
2- العابس المذموم
ا===========
بين ركام محلاتِ الملابس الجاهزة، لم يبق سواهما.. المانيكان االمحطّم ودمية القماش المغبّرة..
خطر للدّمية أن تساعد المانيكان على أن يعتلي العرش .. جمعت الأشلاء المتناثرة وبدأت تختار الأعضاء.. هاتان رجلان ..ركّبَتْهما للحَوضِ، هذان ذراعان ألْصَقَتْهما للصَدْرََ..
هذي رأسٌ مهشّمة ربطتها بشال.. وتوّجتها..
فقط كرسي الحكم استعصى عليها .
لم تجد قلبا باردا.. ميتا بين الأشلاء
ا============
3- الجنديّ المجهول
ا============
بعد اختفاء شوارع المدينة جرّاء القصف، لم يبق سواهما ساعي البريد.. وموزع الصحف..
خطر لجهاز الموساد أن ينتدبهما للبحث عن مداخل الأنفاق..
غير أنّ ساعي البريد وضع رسائل الشهادة شواهد على الأشلاء..
فيما تولّى موزع الصحف نشر بيانات المقاومة على قنوات العالم..
وحده الموت كان مختفيا في ثوب أسرى العدوّ بالأنفاق.
.
.
ا======= أ. حمد حاجي ======
Discussion about this post