وقد تكون تلك السياسات تعويضاً وتجنيباً لهيئة الأمم المتحدة ( ورقية قراراتها وتقليص ميزانياتها ) التي تنادى العديد من دول العالم لتعديل ميثاقها ومنهم الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي .
إن قواعد الاشتباك التي تحددها خطوط التماس عبر فائض القوة لدى المتجاورين ، قد ينقلب الى اشتباك مباشر وحرب مفتوحة عند المساس بالأمن القومي لإحداها والتدخل في شؤونها الداخلية ، والأمثلة عديدة عبر التاريخ القديم والمعاصر .. أما في حالة حرب غزة فإن الدعم الامريكي والغربي للكيان الصهيوني سياسياً وعسكرياً سواء بالمشاركة في الاعمال الحربية أو بالتهديد عبر استقدام البوارج وحاملات الطائرات لحماية اسرائيل ، فهو الدليل القاطع على انقلاب هذه المفاهيم في ظل انعدام للقيّم الانسانية والاخلاقية التي حددتها منظومة حقوق الانسان وحقه في العيش والحياة على أرضه بكرامة ودون تهجيره أو اجباره على مغادرتها ، وهذا سيؤثر بالتأكيد على تأرجح السلام والامن المستدام الاقليمي والدولي ، طالما استمرت السياسات الخشنة واللامتوازنة والبعيدة عن العدالة .
هل ثمة اعتدال ستشهده المنطقة بعيداً عن النزاع المستشري بين اليمين واليسار في منطقتنا والعالم ؟
باعتقادي ، أن مخارج الأزمات أضحت قاب قوسين وأن السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في منطقتنا والعديد من دول العالم ، هو إعادة الحقوق كاملة والتحول نحو الديموقراطية التشاركية وقبول الاختلاف في الرأي كممارسة لمفهوم المواطنة واحترامها لأنها عصب الدولة المدنية .
ولكن رغم كل هذا القلق والاحباط ، فإن الأمل مزروع في ضمائرنا ومتواجد في نفوسنا ، حيث جسدت عملية ” طوفان الأقصى ” قوارب النجاة للطامحين في الخروج من الأزمات و تحريك الملفات الشائكة وتحرير الأرض ، وتعزيز الاستقرار والسلام للعيش والحياة على هذه البقعة الاوسطية التي ارتوى ترابها بالدماء ، وحان الوقت لتعيش برغد وأمان .
ننهض من جديد ، هذه هي أبجدية الحياة وتراثها المتراكم عبر السنين ، فكم من الشعوب والممالك والامارات والكانتونات .. قد تعرضت للاحتلال والغصب عبر التاريخ ، بدواعي مختلفة ولأسباب جُلّها المطامع بالتوسع والسيطرة والنهب .. ولكن مهما كانت نتائج الحرب فإننا انتصرنا بالارادة العظيمة لدحر الاحتلال وهزيمته نفسياً وأمنياً واجتماعياً ، وإجباره على الهدنة وتبادل الأسرى .. والنصر قادم ، وكطائر الفينيق …
فلسطين تستفيق …
والى لقاء آخر ..
Discussion about this post