قصة قصيرة (ماردُك الأحمق كسر أضلع الحنين) بقلم : نجوى عبدالعزيز

قصة قصيرة (ماردُك الأحمق كسر أضلع الحنين)
بقلم : نجوى عبدالعزيز
( عضو اتحاد كتاب مصر )

التقيا بعد سنوات بعاد وهجر فحلقا معا في فضاء الأحلام، ولكنه عاد سيرته الأولى و الغيد الحسان ؛ يركل المحبة بسيف الأنانية والجفاء فكتبت إليه محذرة ومنذرة:
احذرني.. قبل أن احظرك على كياني على نبض وجداني على ربيع احساسي ..
لطالما راودتك أمانٍ عذبة، مِلاح بلقاء فواح العطر؛ بأريج حب ملأ الأركان واستوى على عوده واستطاب.. فإذ بك تبذر بذور الإهمال صرحًا غائرا يُدمي الشوق ويسومُه العذاب..
الأشياء الصغيرة قد تصنع حبًا وهي أيضا قد تقتله ..
تُحرمُ عليَّ التنفسَ بداخلك.. تصدر أوامرك بتوقف النبض، حين يتسرب الشك إلى حناياك ترتحل بعيدا؛ تقطع أواصر الوداد؛ تباغته بجحافل اللامبالاة والظن..ويتسلل مارد النسيان رويدًا إلى حنايا المهجة..
وكأني رفات حلمٍ كُفّنَ ودُثّر في سراديب الأعداء!
حَذَّرَتكَ رفاهةُ حسٍ لا يغشاها عناد؛ رقيقةٌ كنسيم الدجى حَذَّرَتكَ مرارًا من جناية جند الشك حين يستبدلن بهجة الوصل بالجفاء. .يأسرنها ويمنعن عنها المزاراتِ.
لم تأبه إلا لحظةً؛ برهةً من عمر الحب السرمدي، لتعود تُوجع وتُطلق ماردَك الأحمق يُحطم المرايا، يكسر أضلعَ الحنين، يُسبي الشوق رهينةً بلا فداء .!
حَذَّرَتكَ مشاعرَ.. وخَدَّرتك رفاهية الكبر في علياء كبرياء تيهك. بذاتك
انذرتك أحاسيس رهيفة من “جرم” تجاهلك لرقةِ القوارير حتى صار غولا يفتك بأسطورة هواك السرمدي..
صوبتَ سهامك إلى مشاعرَ عذراءَ النقاءِ فهتكت حياءها ووقفت تُشمتَ بيّ الأعداء ..!
أهذا تحذير؟!
أم حظر للقلب عن مواصلة التحنان؟ عن تمني سنوات عجاف؛ فإذ بأرضك قاحلةٌ جدباءُ الحنو.. هو الحنان في اتجاه معاكس لعذوبة البوح والتلقي؛ والانتصار لأسطوريةٍ صبابة عاشتك دهرا وعمرا حزينا..
رغم بهجة أنس الوصال.
سولت لي نفسي البعاد والرحيل الزؤام عنك.!
لازالت لك نبضةٌ يَفَتُ سناها في ظلام قسوة ظنك..
حضورك ألقى بطش هواك في أتون جمودك وتشاغلك للهفة النبض لشربة وصال ما قبل الذبح، فسيف غيرتك، عتو قلبك، استهتارك، غلواء ثقتك بذاتك ذبح الغرام ولم يسقه شربة ماء .!
لماذا كتبت لك ؟!
بل قل: لماذا استطعت أنت بحنكة الصياد أن تُدخل حبًا سرمديًا مقصلة الإعدام..؟
قذفت به في مصيدة التجاهل .
لولا بقايا من رمضاء غرامك ما اخبرتك برحيل وانسحاب القلب من دق الأبواب ..
رفع رأسه بعد مطالعة السطور.. أشعل عود ثقاب في الرسالة واسترخى في مقعده و..نام..!