شعر الاحزان (العدوده) في صعيد مصر ومراسم العزاء .
محمد عبدالوهاب.
صعيد مصر اختلف تماما عن باقي المحافظات في عاداته وتقاليده وكان له طقوس وعادات في الافراح والاحزان توارثتها الاجيال علي مر العصور وضمن هذه العادات مراسم دفن الميت وتقديم العزاء وما يحدث من طقوس غريبة بعض الشيئ .
عند سماع صرخة من أحد المنازل تجد الجميع يجري مسرعا ماذا حدث الحاج فلان توفاه الله تتوافدالناس رجال ونساء امام منزل المتوفي وكانت منذ أعوام مضت واثناء تجهيز الجنازه تجد أبناء الميت وأبناء أخيه وبعض من ذويه يضعون ايديهم خلفهم باكين يرددون عبارات تدل علي الحزن الشديد .( التسبيل) اي فلان يُسَبِل علي الميت ويقول الأمر بيد الله يا والدي… علي ماحكم الله يا والدي… امر الله نافذ يا والدي … وتستمر هذه الكلمات جماعيه حتي وصول المتوفي المسجد وتستأنف بعد صلاة الجنازه حتي وصولها إلي المدافن لكن بدأت هذه العادة تنقرض حتي اصبح قليل من الناس من يفعلها .
اماالنساء فتراهن ينفعلن مع الحدث سواء في الافراح وسنتحدث عنها والاحزان وهو ماسنتناوله في حديثنا.
فعند توافد النساء إلي بيت الميت تأتي المرأة من اول الشارع رافعة صوتها بالصراخ مجاملة لأهل الميت .
بعبارات قد تحمل بعض من الجهل دون قصد فمنهن من تصرخ قائلة ياخراب بيتك ياحبيبتي…. يايتم عيالك ياحبيبتي مع صراخ حاد وتدخل في وسط النساء وتضع يدها علي رأس اهل الميت من النساء وان لم تضع يدها فكأنها لم تأتي للعزاء وفور تجمعهم ووسط هذه الكلمات والصراخ يبدأن في فنهم الحزين وهي اشعار ارتجاليه لم تكتب في كتب او تسطر انما توارثتها الاجيال .
فتجد منها …
ياقاعدين عدوا عمايمكم عمه كبيره غايبه منكم بوووووه .
عمايمكم وهي العمم جمع عمه وهي مايضعها الرجل علي رأسه في الزي الصعيدي
ومنها .أيضا أكلنا حبايبنا واعز اهالينا.
وبقينا نشيل الهم وحدينا بوووو .
ومنها الكثير والكثير ثم يزداد الصراخ عند خروج الميت ويذهبن خلف الرجال لكن الرجال يرفضن ذلك ويرجع رجل منهم ويأمر النساء بالرجوع وينتظرن عند بيت الميت ويستمر العزاء لمدة ثلاث ايام تتوافد فيها الناس من اهل البلده ومن البلاد المجاوره لتقديم العزاء .
عندما يكون للميت أحد الأبناء او الاقارب في سفر ويتصلوا به فيعود فعند وصوله وقبل المنزل بمائة متر او اكثر يبدأ يسبل ويقول ما ذكرناه من عبارات حتي يخرج له الناس من السرادق ويستقبلوه ويدخلوه ويبدأوا في مواساته حتي يكف عن البكاء .
كان الاهل يبيتون في الديوان حتي يكمل تاريخ الوفاه ٤٠ يوما دون أن يدخلوا بيوتهم او يحلقوا شعرهم او لحيتهم بعدها اصبحت ١٥ يوم ثم تقلصت لثلاث ايام وأصبح الان الكثير من الناس ينادي العزاء علي المقابر دون فتح الدواوين .
هكذا يكون الحزن في صعيد مصر وهذا بعض من طقوسهم وعاداتهم وسيكون لنا حديث آخر نتناول فيه الكثير عن حياة الصعيد وعاداته
Discussion about this post