بقلم الروائية حنان الشلي من تونس
زرت اليوم عجوزا
تقرأ الغيب
امرأة مخيفة
يكسو شعرها الشيب
تحدّق في عيني وتُتمتم
ثم تغمض عينيها وتغمغم
تسألني ماذا رأيتِ في المنام؟
وماذا قالت لك الأحلام؟
قلت
رأيت شعري تتطاير خصلاته
وقد تغير لونه إلى ناري متوهج
أمشي وكأني أعرج
على طريق مقفرة
في عيني دموع حمراء
كحبات الرمان
تتساقط منهمرة
تتنهّد العجوز
تقول في عصبية
تحرك في يدها تميمة
تظهر في عينيها المنطفئة نظرات لئيمة
لا يفهمك أحد!
يعلو صوتها ويرتد
لا أحد يفهمك !
الصمت هو الدواء!
قولي لقلبك أن يخرس
أن يأخذ عطلة طويلة المدى
نظرت إليها في استغراب
ولم يعجبني الجواب
شرحت لها في عتاب
هذا صديق القلب
تعلمت على يده الحب
ولا أحد غيره يرسم على وجهي الحياة
فبدونه فناء وممات
تجيب العجوز بصوت مخيف خشن
رافعة سبّابتها وقد اعوجّت وجفّفها الزمن
قلتِ بدونه فناء وممات؟
ماذا عن وجع تعانينه أنتِ؟
كم صبرتِ؟
كم تحمّلتِ؟
هاتِ يدك اليسرى
هاتِ!
أيتها العاشقة المسكينة
ولهذا الحب رهينة
أرى طائرا على كفك
يرفرف بجناحيه
هذا حبيبك مهاجر في سمائه
يهجرك في كل يوم وساعة ودقيقة
أنت أقل قيمة
من مجرد صديقة
أنظري هنا ..سماء ومطر
مطر سوداء تغشى وجهكِ وملامحه
تُؤلم جسدك وتُقرّحه
قلت في كثير من الألم
رافضة لما رأته وماقالته عن الحلم
لا!..لا!..أقاطعها
تكذبين!
لا أصدّق ما تقولين!
ترّهات!
شعوذة وسخافات!
أخرج من عندها مسرعة
ألو حبيبي
أهاتفه مدمعة
يأتيني صوته العذب الجميل
ودموعي على خدّي تسيل
أنسى كل ما قيل
أعود إلى الطريق المقفرة
ترتسم على وجهي
ابتسامة مُزهرة
تأخذني أحلامي
السخيفة إليه
يرتمي قلبي
بين أحضانه
بين يديه.
متابعة رفيق بالرزاقة
Discussion about this post