لا شيءَ يشبهني سوايْ
هطلٌ أنا
وأنا انفلاتُ النّجمِ من قِرَبِ الغيومْ
أهمي كرجعِ الضوءِ
حينَ يَنوسُ صوتُ المفرداتْ
ماضٍ تعتَّقَ في جرارِ الأمنياتْ
أثداءُ داليةٍ أنا
وأنا حليبُ الغيبِ إذْ تَعِدُ الكرومْ
وجعٌ يُضمِّدُ جرحهُ بالأغنياتْ
لتفوحَ من وَلَهٍ أنايْ
لا شيءَ يُشبهني سوايْ
* * *
لا شيءَ يشبهني سوايْ
فأنا الحروفُ تناثرتْ غسقاً
وما شفقي سوى الحبرِ المعتّقِ
في رؤايْ
نقشٌ بذاكرةِ السماءْ
طينٌ وماءْ
بعضي حضورٌ أو غيابْ
بعضي سرابْ
نبضٌ بقافلةِ الدماءْ
ألفٌ وياءْ
فأنا السؤالُ وسائلهْ
وأنا القتيلُ وقاتلهْ
أمضي لأنزفَ من جحيميْ
كلَّ يومٍ كربلاءْ
والنزفُ ما خبَّتْ خُطايْ
لا شيء يشبهني سواي
* * *
لا شيءَ يُشبهني
لأدركَ منْ أنا
بين الوجوهِ المستعارةْ
فأنا غلالُ الحزنِ
حنطةُ فكرةٍ عشقتْ
رحى التأويلِ والتنزيلِ
كي تَلِدَ الإمارةْ
ظلّي يُطاردُ ما تبقّى من دميْ
والبرقُ ينجزُ غيمتينِ على فميْ
ليصوغني ومضُ الخرائطِ هَهُنا
أرجوزةً أخرى لأرتكبَ البشارةْ
فأنا العبارةْ
ومعاجمُ الغيثِ العصيْ
وأنا القريبُ أنا القصيْ
أضغاثُ امطارٍ أنا
والخصبُ ما ملكتْ يدايْ
لا شيءَ يشبهني سوايْ
* * *
لا شيء يشبهني سواي
فأنا الكثيرُ بوحدتيْ
وحدي أُرتِّلُ سورةَ الموجِ الحكيمْ
كيما يعودَ البحرُ طفلاً سادراً
يلقي على رملي حكايتهُ العنيدةْ
وأنا القليلُ بغربتي
وحدي اعانقُ ما تراءى في المدى امرأةً
ستكتبني نشيداً فوق أوراقٍ بليدةْ
وأنا القصيدةْ
وأنا الجهاتُ أنا الفصولْ
وأنا النّوافلُ والأصولْ
وأنا المُعِدُّ لما يُضيئُ
أنا المُعَدُّ لما يَجيئُ
مع العواصفِ والبروقِ
أنا بقايا من وطنْ
لا شيءَ يشبهني إذنْ
لا شيءَ يشبهني سوايْ …
Discussion about this post