ما إن يهل علينا شهر رمضان المبارك إلا ونسمع أغنية “رمضان جانا” في جميع الإذاعات والقنوات التليفزيونية ونرددها جميعا، وهذه الأغنية أبدع في غنائها المطرب الكبير محمد عبد المطلب وقام بتلحينها الموسيقار محمود الشريف، ورغم شهرة هذه الأغنية التي أصبحت من أشهر سمات الشهر الكريم في مصر والعالم العربي، إلا أن الكثيرين من القائمين على وسائل الإعلام يتجاهلون ويهمشون عمدا أو سهوا اسم الشاعر الغنائي حسين طنطاوي الذي كتب كلمات هذه الأغنية ولا يكتبون عنه أو ينشرون صورته أو يعرفون الناس به.
والشاعر المبدع المهمش والمنسي والمظلوم إعلاميا حسين طنطاوي كتب الشعر بالفصحى كما كتب الزجل والشعر الفكاهي المسمى بالحلمنتيشي، ويعد بحق واحدا من كبار شعراء الأغنية المبدعين، حيث كتب للإذاعة المصرية عددا كبيرا من الأغنيات الشهيرة والفوازير والبرامج الخالدة التي حققت له شهرة كبيرة في ستينيات القرن العشرين، ورغم ذلك لا يعرف الكثيرون من هو الشاعر حسين طنطاوي، ولكن لو استدعينا إلى الذاكرة بعضا من أغنياته التي كتبها، لوجدنا أنها من الأغنيات الشهيرة التي يحفظها الجميع ويرددونها ليلا ونهارا دون أن يعرفوا أنه هو مبدعها ومؤلفها.
وقد أنتجت الإذاعة المصرية للشاعر المبدع المهمش حسين طنطاوي، عددا كبيرا من الأغاني والبرامج الإذاعية المعروفة والشهيرة، مثل أغنية “ع الدوار” التي قام بغنائها المطرب محمد قنديل من تلحين أحمد صدقي، وبرنامج “السمسمية” للفنان سيد الملاح، والذي كان فقرة من الفقرات الأساسية التي تذيعها الإذاعة المصرية، طوال شهر رمضان على مدار ما يزيد على 20 عاما، خلال الفترة منذ عام 1962 حتى عام 1986، وكذلك برنامج “الأدباتي”، وفوازير “افتح يا سمسم” التي كانت تقدمها إذاعة الشعب قديما، بالإضافة إلى كتابته لعدد من حلقات برنامج “غنوة وحدوتة”، الذي كانت تقدمه أبلة فضيلة توفيق رحمها الله وعدد من التمثيليات الإذاعية مثل “جزيرة الذهب” و”حكايات عم حسين”.
وقد ولد الشاعر حسين محمد طنطاوي علي داوود، الشهير باسم حسين طنطاوي في يوم 17 يونيو سنة 1914 بقرية محلة بردين مركز بلبيس محافظة الشرقية، وحفظ القرآن الكريم بكتاب قريته، والتحق بكلية للعلوم حامعة فؤاد الأول، ولكنه لم يكمل تعليمه بها والتحق بوظيفة في المحاكم الأهلية، وتنقل في العمل ما بين الزقازيق وفاقوس والجيزة، وقد صدر له في حياته ديوان شعر اسمه “امسك لسانك” في سنة 1980، وتوفي شاعرنا الكبير في يوم 23 مارس سنة 1986 وبعد وفاته بعامين صدر باسمه ديوان شعر آخر.
Discussion about this post