لم تعد “الأنظمة العربيّة” منذ عقود تتحدّث عن “الخطر الإسرائيليّ أو الصّهيونيّ”، ممّا أفقد “الطّبقات الحاكمة” الّتي تحتكر “مغانم السّلطة” وسيلة من وسائل تسويغ “القمع الدّاخليّ” و”نهب الشّعوب”، فكانت المعادلة “مقايضة الأمن والأمان المنقوصين المقموعين” بـ”استبداد الطّبقات الحاكمة وقمعها واحتكارها” لتدفع عن شعوبها خطر الصّهيونيّة!
والفرق الجوهريّ بين “الخطر الصّهيونيّ” و”خطر المقاومة” على “الطّبقات الحاكمة العربيّة”، أنّ “الأوّل”؛ أي “الصّهيونيّ” زائف لا يتجاوز حدود الدّعاية و”التّوظيف”، بينما “الثّاني”؛ أي “المقاومة” خطر حقيقيّ بنيويّ ووجوديّ على “الطّبقات الحاكمة العربيّة”، لذلك تميّز قمعها الدّاخليّ بحجّة “خطر الصّهيونيّة وإسرائيل” بقدر من “الدّهاء السّياسيّ”؛ أي بشيء من إدارة “العقل البارد للأنظمة والدّول”، بينما يكون قمعها الدّاخليّ خوفاً من “خطر المقاومة”، وإن أعلنت في الظّاهر ضدّه، “غرائزيّاً” خالياً من “الدّهاء السّياسيّ”، و”عقل النّظام والدّولة”، إنّها – أي الطّبقات الحاكمة في الأنظمة العربيّة- تشعر بخطر حقيقيّ على نفسها؛ لذلك يتراجع كثيراً “الحسّ السّياسيّ” لصالح “الحساسيّة الأمنيّة”، و”القمع الغبيّ”!
Discussion about this post