(الاحتـــلال والتطـــرف اللُّــــغوى ) بقلم الدكتور محمد عطيه الرزيقي
محمد عبدالوهاب.
قال الله تعالى ” وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [سورة الشعراء:192-195].
نؤكد كثيراً أن مَن فقد لغته فقد هويته ؛فاللغة هى الهوية ونحن -العربَ- وجب علينا أن نفخر بلغتنا التى نزل بها خيرُ كتابٍ علَّم البشرية َالخيرَ والثقافة ألا وهو (القرآن الكريم) فقد قال الله فى سورة الشعراء : ” ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ )
.فلم ينزل بلغة أخرى غير العربية فقد جمع القرآنُ العربَ ووحّد كلمتهم رغم اختلاف لهجاتهم ،ولكن اعلموا تمام العلم أن من الحملات الموجهة تجاه لغتنا أن المستعمِر أول ما يصنع فى الدول المُحتلة يضع بصره على لغته ويضعفها بشتى الطرق كما حدث فى بعض الدول العربية بل ويقصى اللغة الأم عن ألسنة الناس وأذهانهم بسياسة وخطط ممنهجة .
فوجب علينا توقير لغتنا ، وانظروا معى إلى ما نُطالعه كل يوم وهو:
إن أراد أى عربى أن يتقلد منصباً أو يحصل على وظيفة ما يضعون أمامه شرطاً صعباً وهو إجادة لغة أجنبية أو أكثر حتى يحصل على ما يريد .أليس كذلك؟!
ونحن بخلاف ذلك ، فهم يعتزون بلغتهم ونحن نعتز بلغاتهم على حساب لغتنا الجميلة.
وقد يظن الشاب أن الذى يتحدث بالكلمات والمفردات الإنجليزية هو مثقف بالعكس هو فاقد لهويته وجاهل بها . فنحن –العرب- الذين علّمـْـــنا العالم الثقافة والعلوم كلها .
أما عن مصطلح (التطرف اللغوى)
فأقصد به أن ما يخرج من أحاديث ومقالات وفتاوى من غير المتخصصين فى علوم اللغة العربية والشريعة الغراء الإسلامية من فهم لبعض آيات القرآن والأحاديث النبوية وكلام السلف الصالح فهماً سطحياً غير متعمق يحدث ارهاباً وتطرفاً للعقول ومن ثَمّ البلاد بفتاوى ضالة مضلة لا صحة لها ويخرجون لنا جيلا متطرفا فكرياً .
فلتعلموا جميعاً أن أول أدوات الفقيه إلمامه باللغة وعلومها وفنونها ودروبها ومعرفة أشعار العرب وأيامهم حتى يكون فقيها بليغاً يفقه الواقع ويخرج لنا فتاوى صحيحة .
انظروا إلى الإعلام وما يبثه من حملة قذرة على لغتنا فى أعمالهم غير الفنية فلو كانت فنيةً حقاً ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن بازدراء معلم اللغة العربية أو رجل الدين فى طريقة كلامه أو ملبسه ومشربه .
إنما يسخرون من لغة القرآن وأصحاب الفضيلة بطرق مباشرة وغير مباشرة حتى يقضوا على تراثنا وهويتنا العربية الدينية
لذا أطالب الجميع بالوقوف صفاً واحداً ضد هذه الحملات وأقول :أنه ليس عيباً مَن يخطئ فى الكتابة غير المتعمدة “مثل الزلل فى لوحة المفاتيح ” ولكن العيب أن يتمادى فى الخطأ والتجرؤ على لغة القرآن .
فإنى أخاف على الاجيال القادمة من عدم قدرتهم على التحدث بالعربية أو معرفتها فهذاخطر كبير لابد وأن ننتبه له .
فلابد من ثورة لغوية نثأر فيها للغتنا لغة القرآن
فاللغة مثل أشجار الخريف قد تذبل ولكنها لا تموت .
قال الشاعر الكبير مطران مخاطبا اللغة العربية :
لَكِ العَوْدُ الحَمِيدُ فأَنتِ شمْسٌ ***وَلم يَحْجبْ شُعاعَك غيْر ظِلِّ
انتظروا مقالات ذات صلة بحملتى ” الدفاع عن اللغة العربية ”
د / محمد عطيه الرزيقى
Discussion about this post