أنا الصامد .. أنا المجاهد .. أنا الفلسطيني ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ آلاف السنين كنت في القدس والخليل والناصرة وغزة وعكا ويافا وجنين وبيت لحم وبيسان وبئر السبع وأريحا والرملة وخانيونس وطولكرم وصفد وحيفا وطبريا ونابلس ورام الله وأي مَعْلم أو مأوى في مدينة أو قرية أو سهل أو شاطئ من أرض فلسطين، وأنا هنا إلى اليوم، وسأبقى هنا ما دامت الشمس تشرق من مشرقها وتغرب في مغربها وحتى وإن غيرت مسارها أو تخلت عن الشروق والغروب نهائيا، أنا أبدي البقاء هنا، حيا كنت أو ميتا أو منبعثا من ترابها أو خالدا في فردوس أشجارها ومروجها وكل شيء فيها ومنها …
أنا هنا أسعى في صمود الدهور وفضاءات الجذور … أنا هنا حصْن قدُسي أسطوري واقعي يصد هجمات الشرور ويلغي رغبات الغرور والفجور والذين لا يحبون للأرض أن تدور ولا للبحر أن يعانق اليابسة في حبور …
أنا الصامد المبارك في ترابي الصامد المبارك … من ترابي أنتجت البسمات والخيرات والرسالات والصلوات والحضارات وأجمل ما روته الحكايات المعبرة عن أشواق الحياة … مغروس أنا في أرضي، بل أنا أرضي وأرضي أنا، ولا يمكن أن يقتلع هذا الأنا المختلف عن كل أنا إنسانٌ ولا جان ولا شيطان ولا حيوان ولا بركان ولا طغيان ولا خذلان ولا حرمان ولا نسيان روجت له فلسفات العدوان …
أنا الصامد المجاهد الذي لا يأخذ بحساب الحياة والموت ولا حساب الجوع والقوت ولا ما تقوله إستراتيجيات الأعداء بالكلمة والصورة والصوت وتنجزه حين تصنع الموت بإراقة الدماء وقطع الدواء ومصادرة القوت … حسابي الوحيد أن أنتصر أو أستشهد … وإذا استشهدت فأنا ممتد في تراب أرضي وتاريخ أرضي وصمود أرضي وخلود أرضي وجهاد أرضي وإني لَعائد في صمود ولدي وحفيدي وحفيد ولدي إلى الأبد كما عاد في صمودي أبي وجدي وجد أبي منذ الأزل … والشهداء لا لا لا لا لا لا لا يموتون …
اقتلني أيها الاحتلال الصهيوني فأنا الفلسطيني الذي يستشهد لكنه لا يموت ولن يموت وسيظل رافعا سلاح التحرر منك ومن أمثالك وأنصارك وعبيدك …
اقتليني أيتها الصهيونية الهمجية العنصرية اللاإنسانية مرة ومرتين ومائة مرة وألف مرة فإن نهايتك على يدي كما وعدتني بذلك السماء وأخبرني بها كتابي وأسلافي وشهدائي ومن دمرتِ من المخلوقات والحضارات والثقافات والهويات والخصوصيات …
تقدمْ أيها العدو فأنا الفلسطيني الذي لا يخشى العدو …
طائراتك ودباباتك ومدافعك وجيشك العرمرم بمختلف أسلحته وأسلحة الغرب الاستعماري الطاغي الظالم وامتداداته في كل مكان لا تخيفني ولا تستطيع محو وجودي الفلسطيني لأن الطغيان والظلم مآلهما الهزيمة والزوال …
اقتلني يا هذا الذي ليس عنده للآخر مبني ولا معنى …
اقتلني يا هذا الذي عادى ويعادي السلام والسلم والسلامة في كل فترات وجوده المجرم الحاقد الجاحد لحق الآخر المختلف …
اقتل الأطفال، اقتل النساء، اقتل الشيوخ، اقتل المرضى، اقتل الجرحى، اقتل السجناء، اقتل المشردين في الطرقات والساحات كما فعلت وتفعل دون تردد ولا وخز ضمير ولا دقة قلب واحدة أمام من شوهت أجسادهم وشرذمت أمعاءهم وهم عزّل مستضعفون فارون من بطشك النازي وقذائفك الفسفورية وجبروتك الذي فاق كل جبروت …
اقتل بشراسة … اقتل بكثافة … اقتل دون توقف …
اقتل اقتل لعل البشرية – إن كان لها بقايا من وجودها – تدرك أن الصهاينة والاستعماريين لا علاقة لهم بالبشر وهم الأعداء الأساسيون للبشر، والساكتون على جرائمهم ضد الإنسانية سيتحولون مثلهم إلى أعداء للبشر أو يأتي دورهم ليذوقوا من الصهيونية والاستعمار ما ذاق البشر …
اقتل اقتل حتى تكتشف المنظمات العالمية والإقليمية – التابعة للدول وغير التابعة لها – مثل الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والجامعة العربية وما يجري هذا المجرى أنها إما تمارس الكيل بمكيالين وإما هي مجرد حبر على ورق وفق ما تأمر به الصهيونية والاستعمار، وبالتالي فهي كلها أدوات صهيونية استعمارية تجب إزالتها من الوجود أو مغادرتها فورا ومقاطعتها في أقل تقدير …
اقتل اقتل حتى يكتشف أشباه الأصدقاء أن الصداقة ليست كلمة للاستهلاك الإعلامي تقال بعد جلسة للفجور والخمور وإنما هي فعْل ضروري يتجلى وقت ضرورته وهو ما لم يفعلوه وبالتالي هم ليسوا أصدقاء وإنما هم جزء من مسرحية ممارسة الفناء …
اقتل اقتل حتى يدرك المنافقون والمتخاذلون والخونة والجبناء من الذين يدعون زورا وبهتانا الانتماء إلى الإسلام أنهم ليسوا في شيء من جوهر الإسلام العظيم الذي لا يتقبل النفاق ولا التخاذل ولا الخيانة ولا الجبن .. معركة طوفان الأقصى كمعارك بدر وخيبر واليرموك وحطين و الجزائر وأخواتهن قد رسمت صورة المسلمين الحقيقيين بوضوح لا سراب حوله وطرحت علامات استفهام كبيرة جدا أمام أشباه المسلمين الذين يقلون أو ينعدمون تماما عند الشرف والفزع ويظهرون ويتكاثرون عند الفساد والطمع …
اقتل اقتل حتى يكتشف الزعماء الأعراب الرعاة الجفاة ونخبهم الدنيئة الخبيثة أنهم ليسوا من آل فرسان العرب الفاتحين الذين وطأتْ سنابك خيولهم أصقاع آسيا وإفريقيا وأوروبا حاملين رسالة الله ومدافعين عن الأخوة في الله والفضيلة والمروءة والحرية والعدل والحق مقدمين النفس والنفيس طيلة قرون متتالية وما ركنوا قط إلى الذل والمهانة والخوف من القردة الخاسئين وأشباه القردة الخاسئين وعبيد القردة الخاسئين …
طبق أيها المجرم الهمجي العنصري المتغطرس ما توحي به إليك صهيونيتك الاحتلالية الاستدمارية الاستحمارية واعلم أن نهايتك الحتمية بمشيئة الله وإرادة الإنسان الفلسطيني ستكون قريبا في فلسطين وعلى يدي …
في فلسطين وعلى يدي أنا الصامد …
في فلسطين وعلى يدي أنا المجاهد …
في فلسطين وعلى يدي أنا الفلسطيني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حُرِّر يوم 22 ربيع الثاني 1445 هـ
الموافق للإثنين 06 نوفمبر 2023
بقلم : أ . د . بومدين جلّالي – الجزائر.
Pr.Dr. Boumédiène DJELLALI
Discussion about this post