بقلم : أ . د . بومدين جلّالي – الجزائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذرية بعضها من بعض …
أنتم يا أيها اليافعون المقاومون للفناء بالبقاء، والصُّنّاع لآيات السعادة في قلب مخلّفات التعاسة …
الحياة مستمرة بكم، والجهاد مستمر بكم، والخلود مستمر بكم، والنصر قادم قادم قادم ولو كرهت الصهيونية الاحتلالية العنصرية وكره الاستعمار الاستدمار الغربي وكره أعداء الإنسان في كل مكان وكره كرها شديدا غليظا أذنابهم وعبيدهم الملوِّثِين للمحيطَيْن العربي والإسلامي …
قبل ألف وألف وألف وألف وألف سنة وقف هنا أسلافكم الميامين وقالوا للحجر “أنت منا ونحن منك” وقالوا للتراب “أنت منا ونحن منك” وقالوا للشجر “أنت منا ونحن منك” وقالوا لفلسطين كلها “أنت منا ونحن منك” وقالوا للوجود كله عبر أحقابه المتتابعة “نحن من فلسطين وفلسطين منا ولنا دون شريك ولا احتلال ولا استعمار” …
هنا وقف أجدادكم وجداتكم قبل أن يستشهد من كتب الله لهم الشهادة منهم …
هنا وقف آباؤكم وأمهاتكم قبل أن يتكرر الأمر نفسه …
العبوا وامرحوا يا رموز البراءة والصفاء فوق تجليات الدمار الذي خططت له المؤامرات الغربية والشرقية ونفذته الهمجيات الصهيونية الإسرائيلية والدائرون في فلكها بالتطبيع والتزوير والخنوع الأعمى من أشباه العرب وأشباه البربر وأشباه الأقباط وأشباه الأكراد وأشباه الفرس وأشباه الأتراك وغيرهم وغيرهم من الأشباه الأشباه الذين نسوا أو تناسوا مَنْ هُمْ ؟ كما نسوا أو تناسوا مشرق شمسهم واخضرار حضارتهم المشتركة ودينهم الجامع وثقافاتهم اللاتي تأبى الذل والهوان والخضوع والتبعية والقابلية للاستعمار والذوبان في لفيفه ورِقِّه ! …
العبوا واضحكوا يا أيها الأطفال الذين سُرِقتْ منهم طفولتهم وسجِّلوا إراديا ولا إراديا أنّ تحت ركام مدينتكم وكل مدائن فلسطينكم الأسيرة وقُراها شهداء وشهيدات لا يمكن إحصاء عددهم مهما كانت عبقرية الإحصائيين وقدراتهم على التعداد …
العبوا العبوا وإذا وجدتم بين الأحجار المهشمة وفُتات قِطَع الإسمنت المسلح يدَ طفل أو جمجمة أو بعض جسد من أي عضو كان لا تخافوا بل كبِّروا ثم كبروا واصرخوا وأنتم توارون الثرى ما وجدتم : الثأر، الثأر، الثأر، الثأر، الثأر، الثأر، الثأر …
تعلموا في ألعابكم كيف تصنعون من لا شيء وكل شيء ما تدافعون به غدا عن أنفسكم وأرضكم وشرفكم ووجودكم … تعلموا كيف تصنعون السكاكين والمسدسات والقنابل والبنادق والرشاشات والطائرات المُسيّرة … ومَن يتدرج منكم في الحياة قليلا ولم يلتحق بركْب الشهداء باكرا فعليه أن يصنع السلاح الفسفوري لأنهم ضربوكم بالفسفور كما عليه أن يصنع السلاح النووي لأنهم سيضربونكم مستقبلا بسلاحهم النووي …
العبوا وتعلموا ما يضمن استمرار المقاومة الجهادية فهي الطريق الوحيد إلى الصمود والوجود والخلود، ولا تنتظروا المساندة الفاعلة والمساعدة الدائمة من أحدٍ فالعصر عصر نزوات وشهوات وخيانات وموبقات أتتْ على كل القيم والاستعدادات …
أسعدكم الله رغم كل النكبات والتعاسات والتصفيات الإجرامية، وحفظكم بواسع حفظه حتى تكبروا، وأعانكم على عدوكم وعدو فلسطينكم وعدو العروبة وعدو الإسلام وعدو الإنسانية السليمة جمعاء عندما تصبحون من أبطال الغد منقذي الإنسان والأرض من وحشية الصهيونية والاستعمار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حُرِّر يوم 26 ربيع الآخر 1445 هـ
الموافق للجمعة 10 نوفمبر 2023
بقلم : أ . د . بومدين جلّالي – الجزائر.
// Pr.Dr. Boumédiène DJELLALI
Discussion about this post