كتب …خطاب معوض خطاب
يعد الصيدلي أحمد محمد عوف واحدا من الشخصيات المصرية المكافحة التي أثْرَت حياة المصريين وأَثَّرَت فيها، ورغم دراسته العلمية إلا أنه يعتبر كاتبا موسوعيا كتب في مجالات متعددة في عدد كبير من الصحف والمجلات، كما أنه قد أصدر عددا كبيرا من الكتب ورغم ذلك يكاد لا يعرفه أحد، والجميل والطريف في آن أنه من أوائل المنتبهين والمهتمين بموقع ويكيبيديا الموسوعي، ومن أوائل الداعين للاهتمام به وإثراء محتواه في وقت لم يكن هناك اهتمام بالنت بشكل كبير مثل هذه الأيام، وكان وهو في السبعين من عمره يجتهد في العمل مع شباب صغير يكاد يكون من عمر أحفاده، وقد شرفت بالكتابة عنه في كتابي “عظماء من مصر” الذي صدر العام الماضي عن دار غراب للنشر والتوزيع.
ومن كتاباته التي تبين مدى ما وصل إليه من حكمة ومعرفة وثقافة وإبداع: “الإنسان رغم ما بلغه من علم، إلا أنه ما زال يلهث بلا نهاية ليكتشف الكون والحياة”، و”أعطني حرية أعطك حضارة مبتكرة، لأن العبيد يبنون الأوابد الصماء والأحرار يبدعون”، “كيف أطلب ممن لا يجد الرغيف أن يشتري كتابا؟ كيف يفكر إنسان في شراء كتاب وهو لا يملك قوت يومه؟ كيف أطلب من حزين أن يفرح؟ كيف أطلب من فاقد الفكر أن يعطي فكرا؟ كيف أطلب من مكلوم أن يغني؟ كيف أناشد مغلولا أن يرقص؟ كيف أطلب من مقيد اليدين أن يكتب؟”.
وقد ولد الصيدلي أحمد محمد عوف في يوم 9 يناير سنة 1936 بالمحمودية محافظة البحيرة، وتنقل بين مراحل التعليم المختلفة حتى حصل على بكالوريوس الصيدلة والكيمياء من جامعة القاهرة في سنة 1961، ثم حصل على دبلوم الصيدلة الصناعية في سنة 1969، وعمل صيدليا بالقوات الجوية المصرية خلال الفترة من سنة 1961 إلى سنة 1987، وهو يعتبر واحدا من أبرز الكتاب الموسوعيين في مصر حيث لم يكتف بالكتابة في مجال واحد، بل كتب في عدة مجالات منها الصحة والفلسفة والفلك والتاريخ والآثار وغيرها، وهو عضو في اتحاد كتاب مصر، وقد حصل على العديد من الجوائز منها كأس الانضباط العسكري على جميع وحدات القوات المسلحة، كما حصل على الميداليتين الفضية والذهبية من نقابة الصيادلة، بالإضافة إلى تمثالين ذهبيين للكاتب المصري لمشاركته في مهرجان القراءة للجميع.
ومن أهم الكتب التي أصدرها: “القاديانية” و”خفايا البهائية” و”الأزهر في ألف عام” و”منظومة الحياة” و”سلسلة العلم والحياة” و”المؤامرات الخفية ضد الإسلام والمسيحية” و”أحوال مصر من عصر لعصر.. تاريخ مصر” و”أنت والدواء” و”أوهام وحقائق في الطب” و”أكاذيب وحقائق” و”أفلا تبصرون” و”قصة البشر فوق الأرض” و”عبقرية الحضارة الإسلامية” و”المفسدون في الأرض” و”غوامض الكون” و”شيء من العلم” و”معجم دكتور عوف في معاني كلام العرب” و”مدينة الفسطاط وعبقرية المكان”، وقد توفي في يوم 14 يناير سنة 2007 عن عمر تجاوز 71 سنة تاركا الكثير من الأعمال والكتب التي أبدعها طوال مشواره وحياته الأدبية، معطيا للشباب قدوة ومثلا أعلى للكفاح والعمل والإبداع حتى آخر يوم في العمر.
Discussion about this post