في زمن اتسعت فيه الهوّة بين الانسان والفكر ، وعصر فرض تكنولوجيته التي تقيّد الانسان بعالم رقمي ليس فيه نكهة الورق ولا لذة القراءة ..
وقفت بوجه كل التحديات لتعيد للزمن الجميل بهاؤه ، وتعيد حاضرة الفكر وسطوة الكلمة وعرش القراءة عبر اوسع ابواب السلطة مساحةً وحضورا ..
كيف تعيد مجد الصحافة لسابق عصرها وتعيد زمن الاقبال على مطالعة الصحف ومذاكرة محتواها الفكري والثقافي والادبي وكأنه روضة الازاهير ودوحة العلم ؟
كان ذلك تحديها الاكبر الذي اخذ منها سنوات من الفكر والعمل الدؤوب كخطوة اولى لتحقيق ما هو اسمى وانبل ..
هي الاستاذة الاعلامية والاديبة والناشطة المدنية وسيدة مجتمع الباهية وهران
عليــــــــــاء بوخاري
ولدت في وهران في السابع والعشرين من شهر سبتمبر من العام 1983
نشأت وترعرعت واكملت دراستها فيها .. وقد عرف عنها النشاط والحيوية والعطاء .. واكملت دراستها في معهد علوم الاعلام والاتصال في جامعة وهران في عام 2005 وسابقت عصرها والزمن اذ انخرطت في العمل الصحافي وهي لم تزل طالبة في المعهد من خلال عملها في جريدة ( الجزائري ) الصادرة في وهران عام 2004 في مجال الاعلام الرياضي ، اذ كانت تقوم بتغطية الانشطة الرياضية والبطولات النسوية في العاب القوى والسباحة وكرة اليد وكرة السلة وغيرها من صنوف الرياضة وبرعت في عملها الصحفي ، ولم تلبث ان انتقلت بعد تخرجها للعمل في جريدة الوصل عام 2005 متخصصة في تحرير القسم المحلي الخاص بشؤون المواطنين ، ثم انتقالتها بعد سنة للعمل في جريدة ( صدى وهران ) لتغطية صفحة القسم المحلي والحوادث وذلك في العام 2006 ، ذلك العمل الذي كان يتطلب منها التحرك والمتابعة بلا كلل متخطية عنصري الزمان والمكان .
لم يكن شغلها الشاغل العمل الصحافي الوظيفي ، وما كان للركون الى الجمود سبيل في قاموسها الوقّاد .. وكانت انطلاقتها للعمل في جريدة الجمهورية عام 2007 ضمن فريق اعداد الروبورتاجات في القسم المحلي ، وما هي الا سنتين تخصصت في الاعلام الثقافي وكان منعطفها نحو الذرى اذ تسنمت رئاسة القسم الثقافي وادارة النادي الادبي اضافة للاشراف على قسم المجتمع والاشراف على العديد من الملفات كملف فضاء المسرح وفضاء السينما والاشراف على صفحات الصيف ورمضان ..
ولم تكتف بما وصلت اليه ، الحلم الذي يراودها بحجم التحدي اكبر واوسع .. ان تعيد انارة الصرح الذي بدأه واسسه الاستاذ الراحل بلقاسم بن عبدالله رفقة الاستاذ عبدالله السايح عام 1978 الا وهو صرح النادي الادبي .. وبعد جهد جهيد امسكت بزمام الامور وفكت شيفرة الارتقاء بالنادي ومتابعيه من كل فئات المجتمع .. استطاعت ان تجمع قمم الاقلام ورموز الفكر والادب والثقافة والفنون في صرح النادي الادبي .. اسماء ارتقت فضاء الفكر والادب امثال الروائي الكبير واسيني الاعرج .. ربيعة جلطي .. زينب لعوج ، الشاعر عبدالله طموح .. الشاعرة بلال عمايرية ( ام سهام ) .. د.محمد ساري .. د. السعيد بوطاجين .. محمد مفلاح .. ازراج عمر .. عاشور فني ,غيرهم من عمالقة الادب والثقافة العرب ..
مسيرة حافلة بالعطاء والارتقاء كللتها بتتويج النادي الادبي اكاديميا لادراج نصوصه وطروحاته ضمن المقررات والمصادر الجامعية الجزائرية ، كما حظي بتقديم البحوث والدراسات الاكاديمية حوله من قبل باحثي ( كراسك وهران ) المركز الوطني للبحوث الانثروبولوجية الثقافية والاجتماعية والذي تم الاحتفاء به ضمن ندوة فكرية اشرف عليها الاستاذ الحاج ملياني ، كما قامت الباحثة الدكتورة فوزية بو غنجور بتقديم دراسة معمقة في تاريخ الملحق الثقافي واهميته وابعاد صداه وطنيا وعربيا ، كما صيّره مرجعا ثقافيا وفكريا وعلميا لاتتوافد اليه الطلبة وحتى طلبة الدراسات العليا لينهلوا منه ما يرفد بحوثهم وطروحاتهم ..
ولم تكتف بهذا الفيض من العطاء والرقي ، بل توّجت رقيّها الادبي والثقافي بتاج الانسانية وكرست جهودها في منعطف آخر ، الا وهو تأسيس جمعية علياء الانسانية عام 2020 لتصب في بوتقة الاعمال الخيرية والمجتمعية من خلال انشطتها المتعددة واستحداث ما يسمى ب ( ندوة المثقف والعمل الانساني ) وتعد الاولى من نوعها في الجزائر ..
كما استطاعت وبفضل من الله وبجهودها الحثيثة ودأبها اللامتناهي ان تحقق العديد من الانجازات خلال سنيّ عملها وبفترة زمنية قياسية ان تحقق :
*مشاركتها في مهرجان (كان ) السينمائي العالمي .
* مشاركتها في المهرجان الدولي للفيلم العربي .
* الحصول على المركز الثاني في مسابقة القلم الذهبي في تقديم القراءات الاعلامية للعديد من الافلام السينمائية .
* مشاركتها الفاعلة في مهرجان ادب وسينما المرأة بولاية سعيدة ( مرتين ) واشرفت على تنشيط جلسة ادبية للعام 2022 .
* وختام انجازاتها حتى اعداد وكتابة الدراسة والمقاربة عنها كانت المشاركة في ملتقى اكاديمي في قسم العلوم والاتصالات بجامعة سيدي بلعباس قدمت خلاله محاضرة قيمة وحضورا فاعلا ومتميزا ..
في سطور ، وان تعددت الصفحات تلك التي اثبتت للعالم العربي ناهيك عن حضورها الوطني اعظم ما قدمته مبدعة من مبدعات بلدي وقامة يشار لها بالبنان وامرأة حققت وفي زمن قياسي ما تصبو اليه كل نساءنا في الجزائر والوطن العربي انها المرأة الصرح الاستاذة عليــــــاء بوخـــــــاري ..
Discussion about this post