كتب د/بوخالفة كريم ـ باحث في علم الاجتماع ـ الجزائر🇩🇿
البيت او الاسرة هي من تتحمل مسؤولية صناعة جيل جديد فارغ معاق لايفعل شيئا ولا يتحمل مسؤولية شيئ فهو جيل اتكالي بشكل رهيب هذا نتيجة لنوع التنشئة الاجتماعية المتساهلة التي يربى عليها الاولاد في بيئتنا الاجتماعية العربية.
مشهد يتكرر في كل بيت او اسرة
شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه.
يستيقظ صباحاً ويترك فراشه دون ترتيب، فالأم ستتولى ذلك.
ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن، فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة.
يقدم له الطعام جاهزاً ليتناوله قبل ذلك أو بعده لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن، فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا.
يذهب لمدرسته أو جامعته او عمله ان وجد ويعود لينام أو يسهر على الفيس بوك أو تويتر أو انستجرام أو تيك توك او مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن “يجلس ويمد يده ليأكل ، جزاه الله خير على ذلك، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب.
وأحياناً في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضراً وقريباً من أصحابه الذين يقضي معهم جُلّ أوقاته حتى لا يفوته لا سمح الله تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون.
صاحبنا هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل….يترك المكان في فوضى وينزعج إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مر السحاب،، طبعاً التصليحات وشراء الطلبات مسؤولية والده والتنظيف و الترتيب مسؤولية أمه فقط..
انتهى المشهد….
والنتيجة ….أننا نجحنا في خلق جيل معوق
نعم جيل معاااااااق وبتفوق
لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله، لا يساعد ولا يساهم ولايتحمل أية مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية وحتى بعد حصوله على الوظيفة.
هو وهي يعيشان في بيت والديهما كضيوف شرف،
ولايعرفان من المسؤولية غير المصروف الشخصي ورخصة قيادة السيارة والاكل والنوم والادمان على الانترنت والالعاب ووو..
ويبقى الأب والأم تحت وطأة مسؤوليات البيت حتى مع تقدم العمر وضعف الجسد.
فالوالدان(لا يريدان أن يتعبوا الأولاد).
تقدير وتحمل المسؤولية تربية تزرعها أنت في أولادك
“لا تخلق فيهم فجأةً “ولا حتى بعد الزواج
لأنهم بعد الزواج سيحملون الثقافة التي اكتسبوها من بيوت أهلهم إلى بيتهم الزوجي
وأي ثقافة تلك
ثقافة الإعاقة و.. الاتكالية
وبالتالي جيل لا يُعتمد عليه أبدا في بناء بيت أو أسرة أو تحمّل مسؤولية زوجة وأولاد
فهل هكذا تأسست أنت أو أنتِ في بيت أهلك
وإن كان نعم فكيف هي نتائج تأسيسك ؟
عزيزي وليّ الأمر عود ابنك او ابنتك على تحمل بعض المسؤوليات لمصلحتهم أولاً.
لاتكن قاسيا جدا فتنتج ولدا مريض نفسيا ولا تكن متساهلا جدا لكي لا تنتج ولدا اتكالي كن وسطيا معتدلا تنشأ ابنا معتدلا متحمل للمسؤولية فالتربية ثقة وحذر قبل كل شيئ.
Discussion about this post