“دمي طوفانٌ؛ فلا تركب الفُلك”
اشحذ حروفكَ وارفع الأقلاما
واخلع عن الليلِ الطويلِ ظلاما
ما زال في الكلمات طلقةُ ثائرٍ
ستُعيدُ من تحت القبورِ نِياما
الكونُ، هذا الكونُ فأسٌ أخرسٌ
يترقّبُ الأفواهَ والآكاما
ويُقطِّعُ الأوراقَ من أغصانها
ويُشتتُ الأطيارَ والأحلاما
يا نوحُ هذي الأرض يُغرقُها دمي
“لا عاصمَ اليومَ” القِصاصَ أقاما
لا تركب الفُلك، انتهت أعذارُهمْ
وَأْوي إلى الطوفانِ تلقَ سلاما
واحمل من الزيتون قلبًا أخضرًا
وازرع على قبرِ الشهيد حَماما
يا نوحُ قل للعابرينَ قصيدتي
قد مرّ بالطودِ العظيمِ غُلاما
ما خانَهُ العمرُ القصيرُ كدمعةٍ
فرّت لتروي في الحصارِ يتامى
وجنودُ ربِّ العرشِ تحرسُ خطوَهُ
والمسجدُ الأقصى اصطفاه إماما
كلماتُه في كلِّ شبرٍ مرّهُ
رسمت وجوهَ الغائبينَ خُزامى
واختار أن تبقى الحكايةَ حُرّةً
أرخت على الطرفِ الحزينِ لِثاما
للموتِ سارَ وفي الطريق لقبرهِ
ألقى السلامَ على الحروفِ غَماما
وأجاب سطرًا كان يسألُهُ البقاءَ..
وكان أطلقَ للحِمامِ سِهاما
نحنُ الذين على الصراطِ حياتُنا
نحيا كرامًا أو نموتُ كِراما
بقلم بدرية البدري
Discussion about this post