من ثقب طلقة
بينَ الجداولِ والسنابلْ
وردٌ وصوتُ تلاوةِ القرآنِ منهمراً
وزغردةُ البلابلْ
الأرضُ من عرقِ الفقيرِ تكوَّرَتْ
من سحنةِ الفلاحِ يأخذُ لونَهُ البُستانُ
من جوعٍ برملتنا ازْدهى هَيَفُ المنازلْ
هي واحةٌ
أقصى مطامحها السكينةُ
إذ تطلُّ من النخيلِ
على سلالِ الجُودِ
تطفحُ بالنبيلِ من الشمائلِ
لم ينفطمْ طفلٌ من الأحلامِ
لم تحضنْ فتاةٌ غيرَ عفَّتِها
ولمْ يخدشْ رجالُ النّبعِ صَونَ نخيلها بهواجسِ الحطَابِ
أو جشعِ المَعاولْ
لا لمْ تدُرْ في ذهنِ هذي الأرضِ
فكرةُ أنْ تمرَّ بها الذئابُ
لتستبيحَ دَمَ الأيائلْ
لمْ هجتَ يا سَيلَ الرّصاصِ؟
أَرَعتَ أَسْرابَ الدّموعِ؟
فَريتَ أوداجَ الدّعاءِ؟
غرزتَ حقدكَ في الفرائضِ والنوافلْ؟
ومُذ انقضَضْتَ على شموعِ العشقِ
يا لَيْلَ الرّصاصِ
مُدجَّجاً بالأرذلينَ من الخَوَاتلْ
عَرَّيتَ كذبتكَ الذليلةَ وانهزمتَ
وكالحسينِ قدِ انْتَضى أَنَفُ الشّهيدِ عليكَ صِدْقَهْ
وأنا لأجلِ جمالِهِ القُدسيِّ
رحتُ ألمِّعِ الأضلاعَ منتظراً رؤاهُ تَزورني من ثُقبِ طَلْقَهْ
بينَ الزلازلِ والقنابلْ
وردٌ وصوتُ تلاوةِ القرآنِ منهمراً
وقاتلْ
بقلم ناجي حرابة / السعودية
Discussion about this post