كتب/خطاب معوض خطاب
أبطال معركة المنصورة الجوية
أكبر وأطول معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية
معركة المنصورة الجوية التي وقعت أحداثها منذ 50 سنة ويوما واحدا وتحديدا في يوم 14 أكتوبر 1973 تعد أطول المعارك الجوية بعد معارك الحرب العالمية الثانية، وبسبب انتصارنا العظيم في ذلك اليوم في تلك المعركة فقد اتخذته القوات الجوية عيدا لها، وهذه المعركة المجيدة ينكرها ويقلل منها بعض المصريين للأسف الشديد، والمثير للدهشة والعجب أنه قد تحدث عنها وأسهب في ذكر بطولة المصريين في هذا اليوم واحد من أكبر المؤرخين العسكريين الإسرائيليين وهو الدكتور ديفيد نيكول، وقد حدثت تلك المعركة في سماء دلتا مصر بين المقاتلات الإسرائيلية والمصرية.
ووقتها حاولت إسرائيل الإغارة على مصر لتدمير قواعد الطائرات المصرية في طنطا والمنصورة والصالحية، وكانت هذه المعارك كبيرة جدا، ولكن الملحمة الكبرى حدثت في سماء المنصورة، حيث قاعدة شاوة الجوية، وقبلها حدث وأن هاجمتنا المقاتلات الإسرائيلية في أيام 7،8،9 أكتوبر، لكننا أسقطنا لهم 18 مقاتلة، ثم عاودوا الهجوم في أيام 10،11،12،13 أكتوبر، ولكننا تصدينا لهم وأسقطنا لهم 4 مقاتلات أيضا، حتى جاء يوم 14 أكتوبر، وفي ذلك اليوم قامت أكثر من 160 طائرة مقاتلة إسرائيلية من نوع F_4 فانتوم، وA_4 سكاى هوك لتدمير قاعدة المنصورة الجوية، وقد استمرت هذه المعركة 53 دقيقة، وتصدى لها أكثر من 60 طائرة ميج_21 مصرية.
وقد أدار وخطط لهذه المعركة _التي خلدها التاريخ الحربي_ عقيد طيار أحمد عبد الرحمن نصر الذي أصبح بعد ذلك قائدا للقوات الجوية خلال الفترة من يوم 7 أبريل سنة 1990 حتى يوم 7 أبريل سنة 1996، وانتهت هذه المعركة بهزيمة وانسحاب الطائرات الإسرائيلية بعد أن خسر الإسرائيليون 15 طائرة وخسرنا نحن 3 طائرات، كما أسقطت قوات الدفاع الجوي المصري 29 طائرة إسرائيلية، وبسبب نفاذ الوقود سقطت طائرتان مصريتان، كما سقطت طائرة مصرية أخرى بسبب اصطدام حطام طائرة فانتوم إسرائيلية بها، ليكون إجمالي خسائر هذه المعركةهو سقوط 7 طائرات مصرية مقابل 44 طائرة إسرائيلة.
والجدير بالذكر أن المسئول عن كتائب الدفاع الجوي المصرية التي تتولى حماية مطار شاوة كان هو اللواء أحمد عبد الخالق جمعة قائد اللواء 92 دفاع جوي وكان في ذلك الوقت يحمل رتبة عقيد، وكان قائد القوات الجوية في ذلك الوقت اللواء محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية الأسبق، بينما كان يتولى قيادة قوات الدفاع الجوي اللواء محمد علي فهمي المشير فيما بعد، وقد تحقق النصر في هذه الموقعة بفضل تضافر جهود الجميع، ومع تقديرنا الكامل لما قام به نسور الجو المصريون في هذه المعركة، إلا أن الواجب يحتم علينا الإشادة بجهود جميع جنودنا الأبطال الذين اتحدوا معا وسجلوا أروع الانتصارات في هذا اليوم.
فكل التحية والتقدير لطيارينا العظام، ولرجال الدفاع الجوي الأبطال، ولكل العاملين في قاعدة “شاوة” الجوية بالمنصورة من المهندسين والفنيين الذين قاموا بأعمال الصيانة والتسليح، فما حدث يومها كان ناتجا عن جهود منظومة كاملة وليس جهد فرد واحد أو سلاح واحد، لذلك فالتحية واجبة للجميع.
Discussion about this post