بقلم الشاعره .. حسناء سليمان
العالم الأعمى …
العالم الأعمى لا يرى إلّا تبرُّءَ الظّالِم
كيف تقول لمغتصبٍ “أنا هنا وأرضي تُناديني “؟
النّداء يحصد دومًا في طريقه الأزهار الفرحة
تصبح الأزهار أشواكًا على رأس يسوع
يسوع حمل صليبه ، دقّوا المسامير في يديه ورجليه
أنفاسُه تهمسُ للهواء:”شَفَيْتُ المرضى ،أحببتُهم
أحببتُ مَن غمّسَ يدَه في صحني فخانني ”
تقولُ النّسائمُ :”هكذا يُفتدى الإنسانُ الكافر ”
ويعطشُ يسوع كلَّ يوم، يَسقونه خلَّ المهانة
وُلِد في فلسطين ،الأرض المقدّسة بين أنجسِ شعبٍ
ماذا يعرف العالم الأعمى ؟
لا تصل إليه رائحةُ الموت بين الأنقاض
لا يرى الجثّثَ المكدّسة عند المدافن
لا تُوجعُه حروقُ القنابل الفوسفوريّة
لا يرفُّ له جفنٌ لحديثِيِّ الولادة، جثثًا صغيرة هامدة
لا يسمع صراخ طفلة، رأسُها مفجوج
والقلب نابضٌ من جرحٍ ،فجرّه المتسلّطون نبع دماء
تتغاضى الدّول عن بشاعة الإجرام
ويَخرسُ الضّمير للاعتداء على الإعلام …
تبريرًا للفّتك دون رحمة …كي تُبترَ أوصالُ الحقيقة …
ويبني تجّارُ الحياة صروحهم فرحًا بأسلحتِهم الفتّاكة
كم من سلاطين شيَّدوا عروشَهم على الجماجم وماتوا
ويبقى الشّرُّ في هذا الكون يُعتّمُ على الخير
لكنَّ شعلةَ النّورِ من كنيسة القيامة تُضيءُ كلّ شموع الأَرْضِ
والوحشُ نهايتُه تهشيمُ مملكته …
كلُّ هذا الجورِ زوبعةٌ، تقلبُ الدّنيا رأسًا على عقب
رؤوسٌ كثيرة يتلقّفُها التّراب …
وتمدُّ الأزهارُ جذورَها بين الرّفات …
عطرُها ذكرى أبطالٍ ،عبقُ الشّرَفِ والكرامة …
تنقرضُ شعوبٌ …
وكلّ ظالمٍ عاثَ في أرضِنا المقدّسة الرّعب والوحشيّة …
موتًا يموت…
الحسناء٢٠٢٣/١٠/١٥
Discussion about this post