كتب/خطاب معوض خطاب
فاروق شوشة.. شيخ الشعراء وعندليب اللغة العريية وفارسها
الشاعر فاروق شوشة الذي توفي في مثل هذا اليوم منذ 7 سنوات وتحديدا في يوم 14 أكتوبر سنة 2016 والملقب بعندليب اللغة العربية أحببناه كثيرا من قلوبنا، فهو لم يكن شاعرا عاديا بل كان يأخذ ألبابنا ويطير بنا فى فضاء لا نهاية له إذا سمعناه يقرأ أشعاره، كما كنا نتابع برنامجه “لغتنا الجميلة” الذي بدأه في سنة 1967 في الإذاعة المصرية، فيسحرنا بجميل قوله ونطقه المميز ومخارج حروف كلماته، حيث لم يكن ينافسه في مجاله أحد، وفى التليفزيون كنا نتابع برنامجه “أمسية شعرية”، الذي بدأ تقديمه من سنة 1977، ومن خلاله كنا نستمع ونستمتع بمشاهدة العديد من الشعراء الموهوبين أمثال عبدالرحمن الأبنودي وأمل دنقل، كما كان يقدم بابا في مجلة العربى الكويتية الثقافية، يطلعنا من خلاله على جماليات اللغة العربية.
والحقيقة أنه لم يكن شاعرا فقط بل كان من واحدا من حماة اللغة العربية وفرسانها، وكنت أستمع إليه منبهرا به، متمنيا أن أنطق العربية بمثل فصاحته وإبداعه يوما، وقد ولد فاروق محمد شوشة بقرية الشعراء في محافظة دمياط في يوم 17 فبراير سنة 1936، وحفظ القرآن الكريم كاملا في صغره، وكان هذا من أسباب فصاحته واهتمامه باللغة والشعر،
وتخرج في كلية دار العلوم في سنة 1956، كما تخرج في كلية التربية بجامعة عين شمس 1957، وعمل بالتدريس بعد تخرجه 1957، كما التحق بالإذاعة المصرية في سنة 1958، وظل يترقى بها حتى أصبح رئيسا لها في سنة 1994، كما عمل أستاذا للأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
كما كان عضوا بمجمع اللغة العربية في مصر، ورئيسا للجنة النصوص بالإذاعة والتليفزيون المصري، وعضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيسا للجنة المؤلفين والملحنين، وشارك في العديد من مهرجانات الشعر العربية والدولية، وتم تكريمه كثيرا، فحصل على جائزة الدولة في الشعر سنة 1986، وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1997، كما تم منحه جائزة النيل وهي أعلى وسام يتم منحه للأدباء في مصر في سنة 2016.
وقد رحل فارس العربية وشيخ الشعراء فاروق شوشة في مثل هذا اليوم منذ 7 سنوات، وتحديدا في فجر يوم الجمعة 14 أكتوبر سنة 2016 عن عمر يناهز 80 عاما، وكانت وصيته رحمه الله أن يتم دفنه في مسقط رأسه بقرية الشعراء التابعة لمحافظة دمياط بدلتا مصر، وهو ما حدث بالفعل.
Discussion about this post