بقلم الشاعرة كوثر بلعابي…
** إنّا في انتظارِك.. **
هذا الميعادُ أزِفْ..
اِنهَضْ و سدِّد سِجّيلَكَ نَحو الهَدف
يا طَيرَ الأبَابِيلِ الذي طَال غِيَابُه
إنّا هُنا في انتظارِكَ..
حَيثُ تَركتَنَا مُذ نصفِ قَرنٍ
نَحنُ مازِلنَا نَقِف..
دَوِّ مَدى الآفاقِ بالحقِّ المُبِينِ
أنّ أرضَ الانبياءِ و الشّعراءِ
و البُرتُقالِ و التّينِ
مُحَالٌ تكونُ لغَيرِنَا
“من الفاءِ إلى النّونِ”
حتّى لو أخرسَ البَاطِلُ صَوتَنَا
و إسمُهَا في الحَلقِ جَف..
هذا الميعادُ أزف..
إنّه ضَميرُ الطّينِ يَعلُو مِن جَديدٍ
فَجَّر طُوفانَه هَدّارًا بنّصرٍ
عِزُّه خَفْقُ البُنُودِ
يَغسِلُ شَرَفَ العُروبةِ
مِن عَباءاتِ التّأمرُكِ و التّصَهيُنِ
و عُروشٍ خَاوِياتٍ تَوّجَتْ هَامَ العَبيدِ..
أشجَعُ حَاكِمٍ فِيهم
لم يُحرّكْ ساكِنًا و لا حتّى لِسَانَا
إنّما حَرّكَ قَلبًا وَجيفًا يَرتجف
لا تَنتظِرْ مِن أدعِيَاءِ العُرُوبَةِ نُصرَةً
منذ مَتى كانت للمُتمسِّحين
على أعتَابِ “كَامبٍ و أوسلُو ”
نَخوَةٌ او بعضُ نَعرةٍ
أعرَاسُهم مِن وطيسِ الطّبلِ و الزّمرِ
و ما قامَ لَهُم مِن وَطيسِ الخَيلِ
عُرسٌ تُحَيِّيهِ الأكُف..
هذا الميعادُ أزِف
رَتّلَ انشودَةَ الفَجرِ النّديِّ
عندَ أطرافِ النّهَارِ
تُهدِي التّاريخَ إلَينا و الأرضَ
و السّلامَ و الحَربَ ..
تُهدي إلَينا كَرامَةً مِن الحِجارةِ و النّارِ..
لكأنّ أصواتَ الأزِيزِ مَعَازِفُ
لَها في المَسامِع نَشوَةُ اللّحنِ الشّنِف
هو مِيعادُ الحَياةِ معَ دِماءِ الشّهيدِ
يُنصِفُ ثُكلَ النّخيلِ
يَرتُقُ جُرحَ الوُرودِ..
ينقُشُ إسمَ الفِداءِ على ألواحِ الخُلودِ
يَفتَحُ للنّصرِ بابًا بِمَصاريعِ الشّرَفْ..
هَذا المِيعادُ أزَفْ..
.
بقلم الشاعرة كوثر بلعابي… تونس
Discussion about this post