بقلم الشاعرة ليلى إلهان /
لا شيء هنا سوى تنهيدة تهرول
إلى أقاصي حزن بحجم غيمة
الشوارع تلفظ غبارها
على الأطفال المرحين
تلون جدرانها بوحل أقدامهم الصغيرة
لا خوف عليهم من الطوفان
تزرع الأشواق الثكلى
يقتاتون منها كضوء ماء
الشوارع بيت كبير
يحتضن خطواتنا
قبل أجسادنا
وجوعنا قبل شبعنا
ودموعنا قبل فرحنا
وغربتنا قبل عودتنا
جنائزنا قبل قبورنا
الشوارع الملجأ الوحيد
للموتى والحمقى
وقلبك المسكون بالشمس
وهي تداعب وجهك بخيوط دفئها
الشوارع ذاكرة المشهد في رأسي
في مقهى صبور
يرتب أصوات المارة بلا معنى
ويعلق أعلى مخيلته صورهم
وحادث سير تنفر إلى صدره كل القطط
إلى أرصفته الوحيدة
الوحيدة في مستنقع الريح
التي تجر أرجل الجميلات
والأصدقاء الذين لا تشبه
أوصافهم أرواحنا
في الشوارع نشم رائحة الدم
القهوة
العشاق
عبق الوجوه خلف الشبابيك
جثث ملونة على جسر جريح
وبيكاسو يضحك هناك
لا يملك سوى نصف نجمة
وصندوق يحمل رسائلنا وقيثارة
دون أن يبادر بتلوين أسرار العابرين
ونهر جاف كأوجاعنا
الشوارع كأطياف عصافير تغادر أصابعي
وكأمهات يبحثن عن الله في قلبك
لا شيء هنا سوى تنهيدة تهرول
إلى أقاصي حزن بحجم غيمة
لم يكن في الحسبان
ولم يكن مكتوباً على شفيف ابتسامة
أخطأت طريقها إلى فمك
بقلم الشاعرة ليلى إلهان / اليمن
Discussion about this post