د.محمدهاشم الناصري
مَا قَالَتْهُ مِرآتِي..
———————–
نَظَرتُ في مرآتي ..
كي أحتَسِي آهاتي..
وأجول في أروقةِ الملامح..
فما وجدتُ غيرَ وجهٍ كالح..
ذي نظرةٍ مكسورةِ الجوانح..
ونَحوَها اليَأسُ بطَرفٍ شابح..
أُرغِمتُ أن أُبعِدَها نَظَراتي…
وبينما جُلتُ بعيني حَولي..
رأيتُ ما أذهَلَني عَن قَولي..
ولَحظةٌ قد مُزِجَت بالهَولِ..
أنا الذي أُعَدُّ مِن ذي الطَّولِ..
أهكذا أنهارُ مِن مَأساتي؟…
كيف السَّبيلُ بِهذهِ دُلّيني..
وإليكِ يا سَيّدتي ضُمّيني..
يا مَن أُريكِ
كُلَّ ما في داخلي،
وَ ظاهِري،
وأنتِ تكتفين بي ولا تُريني..
أتبخلينَ عنّي بِهَوَىً؟
أم ما بكِ !
قولي ولا تُلهيني..
أنا غريقٌ فيكِ من زمنٍ،
والقولُ منكِ قارِبُ النَّجَاةِ…
كَم قَد نَظَرتِ
في دُموعي باكياً..
كم مَرّةٍ فيها أتيتُكِ شاكياً..
وتفهمين حالتي،
حتى وإن لم يكُ حالي حاكياً..
وأشَمُّ مِنكِ عطرَ روحِكِ زاكياً..
ينساب كالدّمعِ على وَجَنَاتي…
وَ أستَفيقُ الصُّبحَ كي أراكِ..
وَ بَسمَةٌ مُشرِقَةٌ عَيناكِ..
وَ الكُلُّ حَولي زَائفٌ إلَّاكِ..
صافيةٌ كمَاءِ مَن سَمَّاكِ..
بلا عَنَاءٍ أوّلُ الأصواتِ…
في بَحركِ الهادي أحِبُّ العَوما..
وشابحٌ عيني عليكِ دَوما..
لأنّكِ لم تُسمِعيني لَوما..
ولَن أمِلَّ أو سَئمتُ يَوما..
كما مَلَلتُ الناسَ في حَيَاتي…
فيكِ أرى كُلّي حَقيقةَ مَن أنا..
وَ مَن أكونُ مِن هُناكَ أو هُنا..
لا طَيِّباً لا صادقاً لا مُوقِنا..
ليسَ كما يراني البعضُ،
شَخصاً مُؤمِنا..
ويرتجيني الذِّكرَ في دَعَواتي…
لكنّ عَيباً فيكِ قد أخشاهُ..
لا أستطيعُ الظَّهرَ أن أرَاهُ..
فَالوَجهُ لَيسَ الكلُّ مَن يَهواهُ..
قد يُطعَنُ الإنسانُ مِن قَفَاهُ..
وعندها لا تَحزني لِوَفاتي..
____________________
د.محمدهاشم الناصري
العراق.
Discussion about this post