المولد النبويّ الشريف بين الاحتفاء والطعن

يقلم الشاعرة ….لمياء العامرية

المولد النبويّ الشريف

بين الاحتفاء والطعن

في مثل هذا اليوم الموافق الثاني عشر من شهر ربيعٍ الاول تحتفي الامة الاسلامية بيوم مولد سيد الكائنات وخاتم الانبياء محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه ..

ومع الاحتفاء كل عام تطفو للسطح المشاحنات واللغط ما بين المحتفين وبين الطاعنين في صحة وشرعية هذا الاحتفاء ..

ويجتهد كلا الفريقين باستخراج الحجج الداعمة لمذهبه وفكره .. فمن يذهب للاحتفاء يرفض رفضا قاطعا التشكيك الذي يأتي به الطرف الآخر ، ومن يذهب للطعن يشتد في تعنّته وتمسكه بحججه وادلته ، ويبقى الجدل سفسطيا عقيما لا نتيجة له ، ولا طائل من الكلام فيه ..

وبصرف النظر عمّا لم يتفق عليه رجال التأريخ ومدونيه ، ورجال العلم ومريديه في تحديد يوم ولادته صلوات الله وسلامه عليه فقد جرت العادة على الاحتفاء به في هذا اليوم ، وسواء كان دقيقا او مغلوطا تبقى المسألة مسألة قناعات شخصية عامة فالدافع الاساس محبة الرسول الاعظم التي لايمكن بأي حال من الاحوال التشكيك فيها او بمصداقيتها حتى وان اختلف اسلوب وطريقة وشكل المحبة عما ينتهجه الطرف الاخر ..

فالاعمال بالنيّات ، وانما لكلّ امرئٍ ما نوى .. كما لم يأتِ امر بالاخذ به او الانتهاء عنه لا عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين ولم يأت ذكره او الاشارة عنه في احاديث الفتن واشراط الساعة وغيرها ..

ووفق المنطق فالمسكوت عنه مباح ما لم يخالف الشرع ، وهذا ليس اجتهادا فقهيا ، فقد افتت دار الافتاء في الازهر الشريف بجوازه وافتى غيرهم بعدم جوازه ..

كما لم يأتِ ذكره او النهي عنه في محكم التنزيل ، مثلما لم يأت ذكر الاعور الدجال في الآيات البينات وغيرها من اشراط الساعة لكنها وردت في احاديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في حديثه لأمين الامة الصحابيّ الجليل حذيفة بن اليمان عن الفتن والملاحم واشراط الساعة ..

ولا اجد في كل عام وفي هذا اليوم الا اشتداد اللغط والاجتهاد من كل حدب وصوب فالكل مفتيٍ والكل فقيه في امور جرت منذ عصور ومنذ القرن الاسلامي الثالث ..

لم يقل احد من اساطين العلم والدين ببدعة وعدم جواز توريث الحكم ، ولم يذكر احد فطاحلة الدين حديث ( ثم يكون الحكم ملكاً وجبرية ) ولم يتهافت فرسان الفقه على ذكر جور السلاطين عبر العصور والى يومنا هذا الا من رحم ربي …

فدعو الخلق للخالق ولتكن اعمالنا واحتفاءاتنا بنيّة الايمان والمعتقد على الفطرة طالما لم تخرج عن قواعد الشرع الثابتة والمطلقة والواضحة عيانا دون لبس …

كل عام وامتنا الاسلامية بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف

اعاده الله علينا بالرحمة والايمان والهدى ..

يقلم الشاعرة ….لمياء العامرية