كريم الزيرجاوي
( هي الدنيا )
لو يعلم الإنسان مايخفى له
……. لطاش بالدنيا وصار كعبدها
وير السراب جنينة في عينه
………. لكنه جهل الأمور وكيدها
أعطتك من طعم الحياة ملذة
…. وكمومس تخلف بكل وعودها
فكريم نفس للحياة مصارع
…… زحفت عليه بثقلها وجنودها
وترى لئيما قد أزاح لثامها
.. فبدت عروسا واستباح خدودها
أمسى سفيه العقل فيها قائدا
…… إذ لم ير كرها برغم صدودها
كم من عديم الخلق أصبح سيدا
….. وبقى الشريف محطما بعنادها
اللقلق المكار حلق عاليا
……. وعلى غصون يبست غريدها
دنيا الخساسة استباحت عيشنا
……. فيها فقير الحال أصبح ندها
وحمارها قاد الأسود فياترى
… هل أن هذا الحكم ضمن بنودها
كان أمان مامضى من دهرنا
……. ونعيش دنيانا بأجمل رغدها
تزهو بإسلام ودين محمد
……. وعلى مفاتنها نذوب بسعدها
حكم الخنا فينا وصار دليلنا
……. في غابة سوداء أين اسودها
إذا رأو أسيادهم ركعوا لهم
…… كالقطة الجرباء تلحس جلدها
كالغيمة الحمراء أمطرت الجوى
….. … وكبوق آخرة يدمدم رعدها
فترى اليتامى للعراء تجرهم
….. لفت على طعم الحياة زنودها
وخوا البطون أعماهم جميعا
……… لايعلمون متى تطل بعيدها
وترى أناسا في حبائلها التوت
…. إذ أصبح الموت كمثل وجودها
وترى أناس بالمزابل عيشهم
…… وعلى مناحلها تعيش قرودها
فرشت حريرا للغني بماله
…….. وتكتف البشر الفقير بقيدها
تسقيهم العسل المصفى نشوة
……… لهم الحياة بعدها وعديدها
أواه من دنيا تزاحم غيظها
. وعلى رؤوس الفقر سال صديدها
نهبوا عباد الله وابتليت بهم
…… صفت على اطلالهم بسدودها
أعطت فقير الحال خبزا يابسا
……. وأرضعت إبن الحرام نهودها
أعطت فقير الحال كل رخيصة
… فتحت على إبن الزنيم بجودها
هو مستقر بالحياة وينتهي
……… سيفوز آخرها سنا صنديدها
فوحق من ختم الكتاب بقلبه
……… في آخر الآيات يتلى سعدها
هو إمتحان بالحياة جزاؤه
…… .. عند الإله وان زهت بورودها
وسيرحم الله العباد برحمة
……. هو من يزيد بوسعها وحدودها
( حاشا الله الشرفاء)
كريم الزيرجاوي …….العراق
Discussion about this post