فى ليلة لم تكن مثل باقى الليالى ، صوت الريح والمطر ، صوت البرق المخيف ، وأنا أنظر إلى النافذة وظل الأشجار وهى تتحرك يمينا ويسارا، جعل من تفكيري يصطحبني إلى أبعد المسافات ، كأني أتفرج على فيلما يحمل الرعب فى قصته ، والنور مغادر ، حتى أنفاسى لم تكن هي أنفاسي المعتادة تصدر صوتا رهيبا ، ودقات قلبي كالطبل فى لحظة غضب ، لم يعد لى القدرة على التركيز فى ظل هذا الزحام المحيط بي، وأنا التى اعتادت على الهدوء ، حاولت تقريب المسافات الطويلة ، وأصل إلى حل يريح تفكيري المداهَم بتفصيل مخيفة ، وتدق عقارب الساعة تمام الثانية عشرة ليلا ، وكأن حينها شخص يرتدى ملابس بيضاء لا يظهر منه شئ سوى عينين سوداويتين مخيفتين ، وما أن نظرت إليه ينقبض قلبي ، وأشعر بدوار قد أصابنى لم أستيقظ منه مجددا ، معلنة ساعة حضور الساعة، لتكون لحظة الوداع قد حانت.
Discussion about this post