كتب … خطاب معوض خطاب
طبيب ومفكر وصحفي وروائي وشاعر
الدكتور مصطفى محمود صاحب برنامج “العلم والإيمان”
الدكتور مصطفى محمود صاحب البرنامج التليفزيوني الشهير “العلم والإيمان” يعد واحدا من أشهر مقدمي برامج التليفزيون في مصر والعالم العربي، وقد ولد في يوم 27 ديسمبر سنة 1921 بقرية ميت خاقان مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ووالده كان يعمل محضرا في ديوان مديرية الغربية، وكانت أمه حاملا في توأم توفي أحدهما وعاش الآخر فكان هو الدكتور مصطفى محمود، والحقيقة أنه يعد أشهر من نار على علم كما يقولون، وأكاد أجزم أنه ما من أحد في مصر والعالم العربي كلها إلا ويعرف من هو الدكتور مصطفى محمود، فالرجل شهرته كبيرة وجابت سيرته الآفاق كمفكر وكاتب ومقدم لبرنامج تليفزيوني شهير.
والدكتور مصطفى محمود كان طبيبا للأمراض الصدرية ثم اعتزل العمل بالطب وتفرغ للكتابة والبحث، حيث كان أديبا كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والمقال والسيناريو بجانب عمله كصحفي في دار روز اليوسف في ستينيات القرن العشرين، وفي التليفزيون عمل معدا لبرنامج “العلم والإيمان” الذي كان يقدمه في البداية المذيع التليفزيوني عبد الرحمن علي ثم بعد ذلك أصبح يقدم البرنامج بنفسه بجوار قيامه بإعداده، وظل هكذا حتى سنة 1997 حينما منع التليفزيون المصري السماح له بعرض بعض الأفلام الوثائقية التي أنتجتها محطة BBC داخل البرنامج، وكانت هذه الأفلام حسب ما ذكرت بعض المصادر عن مفاعل ديمونة الإسرائيلي وعن حرب المياه المنتظرة مما أصابه بالاكتئاب في ذلك الوقت.
وبالإضافة إلى الاكتئاب الذي أصابه فقد أصيب في أواخر حياته بجلطة في المخ أثرت على ذاكرته وحركته وكلامه، وظل يعاني منها معتكفا معتزلا الأضواء عدة سنوات حتى وفاته في يوم 31 أكتوبر سنة 2009 عن عمر يناهز 88 عاما، ومما يذكر أنه قد أنشأ مسجدا ومجمعا للخدمات بمنطقة المهندسين، كما ترك ما يقرب من 400 حلقة تليفزيونية من برنامجه الشهير “العلم والإيمان” الذي كان يقدمه مجانا للتليفزيون المصري ورفض عروضا مغرية لبيعه لمحطات غير مصرية، وكذلك ترك 98 كتابا في مختلف المجالات، وتم تحويل بعض كتاباته إلى أعمال فنية مثل فيلم “المستحيل” وفيلم “شلة الأنس” ومسلسل “العنكبوت”، والطريف أنه لم يكتف بإبداعاته المختلفة التي نعرفها عنه بل إنه كتب الشعر أيضا، ومن أشعاره قصيدة اسمها “السؤال” تم نشرها في كتابه “السؤال الحائر” ويقول فيها:
“يا صاحبي ما آخر الترحال
وأين ما مضي من سالف الليال
أين الصباح وأين رنة الضحك
ذابت…؟
كأنها رسم علي الماء
أو نقش علي الرمال
كأنها لن تكن
كأنها خيال
أيقتل الناس بعضهم البعض
على خيال
على متاع كله زوال
على مسلسل الأيام والليال
في شاشة الوهم ومرآة المحال
إلهي يا خالق الوجد..من نكون؟
من نحن؟ ..من همو؟..ومن أنا؟
وما الذي يجري أمامنا؟
وما الزمان والوجود والفنا؟
وما الخلق والأكوان والدنا؟
ومن هناك؟..من هنا؟
أصابني البهت والجنون
ما عدت أدري
وما عاد يعبر المقال”
Discussion about this post