الفنان سمير غانم
بصمة متفردة، وتجربة لن تتكرر في عالم الكوميديا
بقلم / أيمن دراوشة
من منا لا يعرف هذا الفنان الكوميدي الجميل، والذي رحل مؤخرًا تاركًا خلفه إرثًا مسرحيًا هائلًا، وإرثا من الأفلام والمسلسلات والمنوعات التي ما زلنا نستمتع بها لغاية الآن.
للحديث عن سمير غانم وتاريخه الطويل في عالم الفن، حديث ذي شجن، وقد تحدثتْ كثيرا من الصحف والمواقع عن مسيرة هذا الفنان الذي أحبه الجمهور، وأحب فنه الإبداعي النادر الجميل، ولهذا لن نكرر ما قالته تلك الصحف والمجلات، وسنركز فقط على سمير غانم الفنان المبدع الإنسان.
فنحن نعرف أن الكوميديا هي من أصعب أنواع فن التمثيل، وما ميز سمير غانم عن غيره تفرده بزرع البسمة على شفاه الجماهير، حتى أنك تخاله يرسم البسمة عفويًا وليس تصنعًا كما يفعل غيره من ممثلي الكوميديا.
وأعتقد أن سبب حب سمير غانم من قبل الجمهور العربي، ليس فقط لبراعته التمثيلية، وإنما لم يعرف عن هذا الفنان أنه تحدث عن زميل له بسوء أو كراهية، بل أعطى كل ذي حق حقه، وكرس حياته لفنه وإسعاد جماهيره، وحسب تتبعي لمسيرته الفنية الحافلة بالروائع، وجدته بعيدًا عن السياسة المتقلبة، فلم يصرح بتأييد فلان ولا علان، وفي مقابلاته الشخصية على الفضائيات تستمتع بحديثه العفوي، بل ويضحكنا أيضًا، وكأنه يقول لنا ليست حياتنا سوى مسرحية طويلة، ولهذا أحبه وعشقه الجمهور العربي قبل المصري، بل وانصدم الكثير من معجبيه بخبر وفاته، والكل شهد بخسارة الفن قامة عظيمة لن يعوضها أحد.
عشقت فن سمير غانم منذ الصغر ومن خلال مسرحياته المتزوجون وأهلا يا دكتور وغيرها من الأفلام والمسلسلات، وكانت فوازير فطوطه خفيفة الظل شيء لم يتكرر في عالم الفوازير، ولا وجه للمقارنة بينها وبين أي فوازير أخرى ظهرت بعد هذه الفوازير التي أحبها الكبار قبل الصغار، وكنا ننتظر بثها بكل شوق وحنين… فقد كانت فوازيره رحمه الله طقس من طقوس رمضان نذكرها حينما نتذكر ماضينا الجميل…
ما يميز سمير غانم قدرته الفائقة على الإضحاك وعفويته وخفة دمه حتى في مقابلاته التلفزيونية، فهو إنسان فنان بكل معنى الكلمة.
لقد خسرت الساحة الفنية فنانا لن يعوض، ولن يتكرر، وسوف يبقى صاحب البصمة المتفردة الخاصة، والذكر الجميل الطيب.
رحم الله الفنان الكبير، وأدخله فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
Discussion about this post