أفغانستان لماذا الفيلم المفقود لسعاد حسني وعبد الله غيث

كتب/خطاب معوض خطاب

بطولة شون كونري وإيرين باباس وتيلي سافالاس

أفغانستان لماذا.. الفيلم المفقود لسعاد حسني وعبد الله غيث

الفنانة سعاد حسني شاهدناها كثيرا في عدد كبير من الأفلام السينمائية، ولكن الذي لا يعلمه الكثيرون أنها قد شاركت في بطولة فيلم يعد مفقودا أخرجه مخرج مغربي، ويدور هذا الفيلم الذي لم يخرج إلى النور والذي تم إنتاجه منذ 39 سنة وتحديدا في سنة 1984 حول احتلال الاتحاد السوفييتي السابق لدولة أفغانستان، وقد جسدت السندريلا في هذا الفيلم شخصية فتاة أفغانية، وكان معها النجم عبد الله غيث الذي جسد شخصية أستاذ جامعي أفغاني ومفكر مناضل قام بمقاومة الاحتلال السوفيتي لبلاده، وشاركهما في هذا الفيلم كل من النجم شون كونري والنجم تيلي سافالاس والنجمة إيرين باباس والنجم الإيطالي جوليانو جيما والنجم الفرنسي مارسيل بوزفي بالإضافة إلى عدد من الفنانين المغاربة، وقد عمل المصري عبد العزيز فهمي كمدير تصوير لهذا الفيلم الذي قام بإخراجه المخرج المغربي عبد الله المصباحي، وتم تصوير هذا الفيلم في عدة مناطق داخل المملكة المغربية.

وكان الفيلم من إنتاج بعض الأثرياء السعوديين، وقام المخرج بتصوير ما يقرب من 70% من مشاهد الفيلم، ولم يتبق إلا مشاهد المعارك التي تعتمد على السلاح الثقيل والدبابات والمدرعات فقط، وكان من المقرر أن يساعدهم الجيش المغربي في ذلك الأمر، إلا أنه في النهاية رفض أن يتم استخدام آلياته ومدرعاته العسكرية في الفيلم، وبالطبع لم يكن من السهل الاستعانة بآليات عسكرية من خارج المغرب لتصوير مشاهد سينمائية داخل أراضيها، وبالطبع توقف التصوير وقتها، وثار الممولون السعوديون وطالبوا باستعادة أموالهم وتوقف تصوير الفيلم تماما، وهكذا تعطل تصوير الفيلم وقامت الدنيا على المخرج عبد الله المصباحي، حيث قرر المركز المغربي السينمائي فجأة سحب ترخيص عمله كمخرج وإغلاق شركته السينمائية، كما قام المركز بالتحفظ على الأجزاء التي تم تصويرها من الفيلم معلنا حظر عرضه.

وفي سنة 2005 حاول المخرج إعادة إحياء الفيلم مرة أخرى، وأعلن وقتها أنه سيبدأ تصوير الجزء الثاني منه، إلا أن أخبار الفيلم قد اختفت مرة أخرى، وفي سنة 2013 أعلن المصباحي أن فيلمه سوف يرى النور أخيرا، وأكد أن الظروف التي كانت سببا وراء منعه قد زالت، وأنه قد قام بإضافة مشاهد جديدة للفيلم تتناسب مع التغيرات التي طرأت على السياسة العالمية، وأنه قد غير اسم الفيلم إلى “أفغانستان الله وأعداؤه”، إلا أن الفيلم لم يخرج إلى النور حتى رحل المخرج المغربي عن الدنيا في يوم 16 سبتمبر سنة 2016، دون أن يعرض الفيلم الذي أخرجه وشغل الرأي العام كثيرا أو يظهر منه شيء اللهم إلا عددا من الصور الفوتوغرافية بالإضافة إلى مشهد قصير للغاية لا تتجاوز مدته 33 ثانية ظهرت فيه السندريلا لبضع ثوان بصوت مدبلج، والسؤال: هل يخرج هذا الفيلم للنور ونشاهده كاملا يوما ما؟!