صحيفه الرواد نيوز
( الذوق مخرجش من مصر و لكنه مات حزينا علي بابها ” بوابة الفتوح ” )
قبة خضراء صغيرة اعتلاها هلال ذهبي اللون اتخذت مكانها في ركن ضيق بحيث يمكن رؤيتها فور الدخول أو الخروج من بوابة الفتوح التي تعد مدخل لشارع المعز لدين الله و كلمات سطرت بالأسود أعلى الباب الخشبي المتخذ طريقه أسفل تلك القبة ”ضريح العارف بالله سيدي الذوق”.
لعلك سمعت يوماً تلك المقولة ” الذوق مخرجش من مصر ” و أخذك المعنى القريب إلى ”الذوق و الحس و فنون الإتيكيت الشعبي” و ما تربينا عليه من موروثات ثقافية طيبة إلا أن الكثير لا يعرف أن ”سيدي الذوق” لم يطاوعه قلبه للخروج من مصر و فارق الحياة قبل أن يخرج من ”بوابة الفتوح ” غاضبا و آسفا على حال مصر .
في وقت قديم ربما يعود لعهد الدولة المملوكية كان يعيش رجل عُرف بصلاحه و رجاحة عقله ارتضاه رجال ”المحروسة” حاكماً يفض ما نزع بينهم من مشاحنات و كان اسمه ”حسن الذوق” عاش ”حسن” سنوات في الحي القديم بجوار الأزهر الشريف و مسجد ”الحسين” يمارس مهنته في التجارة و يقضي بين الناس بالعدل و الإنصاف .
و ذات مرة نشبت منازعة بين ”فتوات المحروسة” و فشل ”حسن” في الصلح بين المتخاصمين و وصل الأمر إلى ” الحاكم العسكري ” في ذلك الوقت فتم وضع الفتوات في السجون بدلاً من أن يتم التراضي بين المتخاصمين فأحس ”حسن” بأن حكمته بدأت تتهاوى و حَزن على ما وصل إليه حال ”المحروسة” و قرر أن يخرج منها لا يعلم حتى إلى أين وجهته .
قلب ”سيدي حسن الذوق” لم يتحمل فراق ”المحروسة” و على بعد بضع خطوات من ”بوابة الفتوح سقط ميتا و حزن الناس عليه و قرروا أن يدفنوه حيث وقع و بالفعل دفنوه خلف الردف الخشبي لـ ”بوابة الفتوح – حيث كانت الجيوش تخرج للقتال’ ‘ و دهنوا مقامه بذلك اللون الأخضر .
زوار الشارع أغلبهم لا يعرف ما سر هذا ” المقام الأخضر ” الصغير البعض يعتقد أنه ربما لولي أو أحد الدراويش و البعض الآخر يقول أنه لأحد أفراد آل البيت لكن أهل المنطقة يعرفون أنه لرجل كان يحكم بين الناس بالعدل و قالت سيدة كبيرة جلست على رصيف الشارع و خلفها المقام تفترش بضاعتها من ”الليمون” إنه ”حد مات و محدش هيفتكر مين بيموت و مين بيعيش” و نسي الناس ”الذوق” و قصته و بقيت العبارة المشهورة ”الذوق مخرجش من مصر”
Discussion about this post